الجوع لا يعرف سماحة الأبدان
* لم يقترفن جريمة الانتحار المصيري ولكن نفذت الحياة عقوبتها فيهن، إنهن نساء بعن رقة النون
وخرجن بدواخل رجل يبحثن عن لقيمات حلال لصغارهن.
* منهن من افترشن شوارع المدينة وبعن الفول وبذور التسالي، احتجبن بالشمس من لهيب الجوع.
* أخريات دُسن على عزيز قوم وعملن خادمات بالمنازل وفراشات بالمؤسسات.
آملين أن يرفع صغارهم جباههن يوماً. وأخريات تحملن قسوة الأزقة وزبالة بعض الرجال، يغلين اليانسون ويتفنن فى نكهة البن وشاي اللبن، لا ضرورة بما تبقى من مسحة جمال أحرقة اللهب، لا يهم فالجوع لا يعرف شيئاً عن سماحة الأبدان والصغار لا يعرفون شيئاً عن الظروف.
* ونحن لا نعرف ما نهاية الأيام.. لماذا يتزوج الرجل إذا كان لا يستطيع تحمل المسؤولية مع زوجته، يهرب ويتسلل في الظلام كما تتسلل الرحمة والأبوة من داخله.
* يجلسون على عتبة الباب الممزق ولا يدرون لماذا أمهم غائبة طوال هذا الوقت.
ولا يفهمون معنى كلمة أب لا يتذكرون سوى رهاب عينيه تهرب من بعيد.
لا يذهبون للمدرسة، لم يتنزهوا يوماً، لا يعرفون طعم الرغيف، واللحمة اسم يحتاج إلى قاموس لبحث معناه.