* وبقدر ما استمتعت بالحلقة التى حوت معلومات مفيدة حول النيل، إلا أننى انزعجت جدا من شيئين:
* الأول، إن ترتيب الاولويات لم يكن جيدا، فلقد كان من باب أولى أن نستمع بالترتيب الى معلومات حول جغرافية النيل ثم اتفاقيات مياه النيل السابقة باختصار شديد ثم الموقف الحالي والخلافات الدائرة بين دول الحوض وأسباب الخلاف… إلخ، ثم يأتي بعد ذلك دور التحليل والحديث عن تداعيات الأزمة الآنية والمستقبلية والتدخلات الدولية المحتملة والدور الاسرائيلي.. إلخ، ولكن يبدو أن الأخ الطاهر الذي كان يريد (تسخين) الحلقة من بدايتها – وهو حق مشروع خاصة مع وجود بروفيسور حسن مكي الذي اشتهر بآرائه الجريئة – لم يكن مهتما بترتيب الاولويات وايراد المعلومات التي قد تصيب المشاهد بالملل لطبيعتها العلمية، ولكن كان يمكنه أن يسيطر على مجريات الحديث بالاساليب المختلفة لذلك فيحقق هدفه المشروع في الاثارة بالاضافة الى تعريف المشاهد بالمعلومات التي لا يلم بها حول هذا الموضوع الحيوي والخطير!!
* الثاني، إن كثيرا من وقت البرنامج قد استنزف في الخلاف بين ضيوف البرنامج حول هل هنالك خلاف بين دول الحوض أم لا، بدون أن يستطيع أي منهم أن يعطينا المعلومات التي تقنعنا بوجهة النظر التي يتبناها، خاصة الدكتورين الجليلين اللذين ينتميان لهيئة مياه النيل ويشاركان في المفاوضات الجارية بين دول الحوض باسم السودان فلقد كانا متحفظين جدا في الحديث – وربما نجد لهما العذر في ذلك بحكم منصبيهما – وبالتالي لم يتكرما علينا بأية معلومات مفيدة وظلا يتمسكان بنفي وجود خلاف بين دول الحوض بدون تبرير مقنع، برغم أن الكل يعرف بوجود خلاف حاد، لدرجة أن معظم دول الحوض، ما عدا مصر والسودان، في سبيلها لتوقيع اتفاقية جديدة بمعزل عن مصر والسودان، وهو ما جعل مصر تهدد باتخاذ الاجراء المناسب إذا لم يراع الاتفاق حقوق مصر!!
* في رأيي الشخصي أن الضيفين الكرمين لم يكونا الشخصين المناسبين للحديث حول الموضوع بحكم حساسية منصبيهما وكان من الأفضل أن يكون محلهما شخص لا تقيده دبلوماسية المنصب، ولديه المعرفة والمعلومات والخبرة والجرأة المناسبة..!!
* الموضوع لا يحتمل التحفظ والتلاعب بالألفاظ، لأنه يخص الشعوب في المقام الاول قبل أن يخص الحكومات مما يحتم ان تكون على قدر كاف من المعرفة والعلم بكل تفاصيله.. وهي التي يجب أن تقرر.. خاصة في موضوع حياة أو موت كمياه النيل!!
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
5 مايو 2010