أنفك هي التي تقودك الي المكان قبل خطو قدميك ، حيث تقودك لعبق تلال إثيوبيا وزهرتها الجديدة أديس ابابا ، المدينة التي غنت لها مغنية التم تم ، أنا بحب كسلا وأديس أبابا ، زهرة اديس الجديدة تفتحت في حي الزهور الخرطومي العتيق ، ويجتمع فيها عشاق الطعام الحبشي من الزقني والوانتا فرفر والكتفو ثم خيوط قلية البن الحبشي وهى تتعالي لتشكل سحابة من الكيف في سماء حي الزهور .
في سوق ( ميركاتو ) حيث تنفرج اسارير المعدة ومزاج البطون .. يقف عزام سوداني الاصل اثيوبي الهوي والزوجة . يتأمل بنظراته الطيبة وباله الطويل كتمهل ليل شتاء . ما يطلبه السادة الزائرون .. عزام مولود في الخرطوم . في اربعين عمره بحكم سكنه في ديوم الخرطوم خالط الاحباش الذي يسكنون الديوم فصارو جزءا من تكوينها . يقول عزام انا من صغير بشوف الاثيوبين في الحلة وشوارع الديم ، امي كانت تحسن معاملتهم وتعطف عليهم كثيرا فبلغ حبهم فؤادي ، مرة صادف جوا احباش نزلوا عند جيرانا من ضمنهم ( وسن ) اخترتها زوجة اعجبتني صفاتها وحسن صنعتها للاكلات الاثيوبية فلم اتردد في ان اجعل ( ميركاتو ) مكانا يوزع نكهة اثيوبية بجبنتها وزقنيها وتوابلها الحارقة اللذيذة ، في ركن من تفاصيل ( ميركاتو وتحت قطية من خلاصة غابات الابنوس تجلس سمريت في سنها العشرين وجمالها الاخاذ .. سمراء، تارة تغيب ملامح وجهها خلف دخان البن المنبعث ( الكافيه ) او القهوة او الجبنة الحلوه الحبشية ، انها تصنع البن ولا تشربه واثمن البن ما جاء من منطقة جيما شرق اديس بأسمائه المميزه كشر .. بن .. وما حبب الجبنة الحبشية حتى صارت جزءا من طربنا ، وعكس ما يضج به سوقنا من ستات شي جلهن من الاحباش تقول سمريت ان اثيوبيا تخلو من ستات الشاي والجبنة بل يتم بيعهما على الماشي من ايادي الرجال اما النساء الاثيوبيات فقد ادمن شرب القهوة التي يزرعونها ويحصدونها ويقلونها ومن ثم بيعها في خانة ست الشاي عبر قدومهن للسودان
صحيفة حكايات