وعندما عجز صاحبنا ذهب إلى امام مسجد الحي الذي يقطنه وحكى له مشكلته.
وإمام المسجد وعد الرجل خيراً، وبعد اداء إحدى الصلوات تحدث الإمام قائلاً للموجودين بأن بعضهم يسرقون اوز جيرانهم ثم يأتون إلى المسجد ناسين ريش الاوز على رؤسهم.
والكل ظل هادئاً بدون حركة إلا أحدهم تحرك دون شعور فلمس رأسه… وبعد ذلك عرف صاحب الشكوى مصدر الأذى.
وعلى طريقة ذلك الإمام نبث شكوانا اليوم فالمقصود يعرف نفسه جيداً…
نهار أمس الجمعة واثناء مطالعتي إحدى الصحف السودانية التي تصدر بالخرطوم والعدد الذي كان بيدي يعود تاريخ الى يوم الخميس 29 ابريل 2010م، وشرعت في قراءة عمود على الصفحة الأخيرة في تلك الصحيفة فإذا بأحدهم كان جالساً على الكرسي المقابل لي يسألني فجأة “أها الخارجية الاميركية قالت شنو للسودان؟”. فسألته ماذا يقصد فقال وهو يشير إلى ما جاء بالبنط العريض يفيد بأن السودان استوضحت الخارجية الاميركية….!!. وعليه فقد عدت إلى الصفحة الأولى للصحيفة وقرأت الخبر الذي وجدت فيها إشارة لاسم عبدالحليم عبدالمحمود (مندوب السودان الدائم في بعثة الأمم المتحدة بنيويورك)، ووجدت في سياق الخبر كذلك اشارة إلى تصريحات أدلى بها السيد سكوت غرايشون (مندوب الرئيس الاميركي للسلام في السودان).
بعد إطلاعي على الخبر شرحت للمتحدث معي بأنني لم أجد اي علاقة بين عبدالحليم عبدالمحمود والخارجية الاميركية فالسفير عبدالحليم عبدالمحمود هو مندوب السودان في بعثة الأمم المتحدة بنيويورك وليس سفير السودان في الولايات المتحدة, واضفت بأن سفير السودان في الولايات المتحدة يوجد في واشنطن وإذا أراد السفير عبدالحليم عبدالمحمود التحدث فهو عندما يكون في الشأن الأممي الذي طرفه الأمم المتحدة أو فالسودان إذا اراد ما اشارت اليه الصحيفة ولم تكلف السفير في واشنطن فيمكن لوزارة الخارجية ابلاغ ما تريد للسفارة الاميركية بالخرطوم. كما أن سكوت غرايشون ليس مبعوثاً من وزارة الخارجية الاميركية إنما هو مبعوث الرئيس الاميركي… المهم فالمتحدث معي قال بأنه لم يجد اي علاقة ما بين ما تقوله الصحيفة مع الواقع ولذا سألني مستفسراً عن صحة موقفه…
على كل حال قد أكون مخطئاً وكذلك المتحدث معي، لكن ما جعلني أقوم بكل هذا الشرح سببه سابقة قامت بها نفس هذه الصحيفة السودانية. فقد سبق لهذه الصحيفة في بداية الشهر المنصرم نشر خبراً قالت فيه بأن عدداً من المساجين السودانيين رفعوا مذكرة إلى الخارجية السعودية يشكون سوء أحوالهم بعد أن تجاهلتهم السفارة السودانية بالرياض لأنها حينها كانت مشغولة بالانتخابات…
وبعد تحري اتضح بأن الصحيفة المحترمة لم تكلف نفسها بالاتصال بالشخص المشار اليه فما حدث هو أن الموقوف اتصل بشقيقه بولاية القضارف وتحدث معه حضوره الى الترحيل، وشقيق المسجون السوداني هذا بدوره تحدث إلى أحد اصدقاءه…
طبعاً الشيء المهم جداً أن تعرفوا شخصية الصديق الذي تحدث إلى شقيق المسجون؟… اقول لكم بأن صديق شقيق المسجون يعمل أو يدعي العمل في أحد الصحف، فنشر الخبر وأدعى بأنه اتصل بالسعودية… يا رئيس تحرير الصحيفة… لا أظن بأن من يعملون معك جهلاء.
لويل كودو – السوداني
1 مايو 2010م
grtrong@hotmail.com