كتبت احدى الصحف الرياضية الشهيرة تقول: (استعاد الهلال العاصمي هيبته واعاد الثقة والطمأنينة لجماهيره العريضة بانتصار غالٍ ومستحق على مضيفه فريق الميرغني الكسلاوي بثنائية نظيفة نالها نجماه أحمد عادل ومحمد أحمد بشة من خلال اللقاء الذي استضافه ملعب استاد كسلا عصر امس في منافسة الدوري الممتاز تأهبا لجولة الاياب مع ضد فريق الاسماعيى المصرى بالاسماعيلية بعد اقل من اسبوعين)..!!
* تكتب الصحيفة هذا الكلام وكأن فريق الميرغني هو بطل الدوري طيلة الاعوام السابقة، وأن الهلال هو الفريق الذى يتهدده الهبوط كل عام، وبانتصاره على الميرغني في المباراة الدورية الأخيرة يكون قد حقق المعجزة التي عجز عن تحقيقها طويلا، واستعد لذبح الاسماعيلي المصري في عقر داره وبين جماهيره!!
* لا أقول هذا الكلام تقليلا من شأن فريق للميرغني الذى يجد مني كل التقدير والاحترام وكان لي شرف تشجيعه عندما عملت بكسلا الجميلة في بداية حياتى العملية، أو إستبعادا لفوز الهلال على الاسماعيلي في الاسماعيلية فكل شيء جائز، ولكنني مستغرب من الخداع الذى تمارسه الصحيفة على الجماهير وعلى اللاعبين بأن الهلال سيهزم الاسماعيلى في عقر داره لانه هزم بطل الأبطال وصاحب الامكانيات الضخمة فريق الميرغني كسلا في عقر داره!!
* تعلم الصحيفة جيدا وهي تقول هذا الكلام أنه لا يوجد فى السودان سوى فريقين فقط يفوزان ببطولة الدوري وغيرها من البطولات هما الهلال والمريخ، وأن الميرغني لم يفز على الهلال إلا مرة أو اثنتين منذ ظهور الفريقين على الساحة الرياضية في البلاد، وان الامكانيات المتوفرة لفريق الهلال أضعاف أضعاف إمكانيات الميرغني ولا مجال لمقارنة إمكانيات الإثنين، وان مشجعي الهلال في كسلا (موطن الميرغني) أضعاف أضعاف مشجعي الأخير ولا مقارنة بينهما، وان الهلال يدربه مدرب برازيلي يقبض ملايين وبه كذا من اللاعبين المحترفين الذين يقبضون الملايين، وان الميرغني (معلم الله) ويدربه مدرب وطني يقبض مرتبه من تبرعات المشجعين ولا يلعب له محترفون إلا من لم يجد مكانا (يطلق فيه رجليه) غير فريق الميرغني.. إلخ!!
* تعلم الصحيفة كل هذا ولكنها تكتب بلا حياء ولا خجل أن الهلال استعاد هيبته وأعاد الثقة لجماهيره واستعد لذبح الاسماعيلي في موطنه.. والدليل على ذلك إنتصاره التاريخي على الميرغني كسلا المسكين في عقر داره وبين جماهيره!!
* لا تقصد الصحيفة بالطبع أن تبين احترامها وتقديرها لفريق الميرغني كسلا، ولكنها لا تجروء على انتقاد الهلال ولاعبي الهلال وادارة الهلال.. وإلا خسرت الملايين التى تكسبها من خداع جماهير الهلال والتزلف له حتى لو كان أسوأ من فريق (هارلك) الذى نسي كرته الوحيدة في دار الرياضة من الفرح عندما أسعده الحظ ذات يوم للمرة الأولى والاخيرة فى تاريخه بالتعادل!!.
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
1 مايو 2010