* فى حقيقة الأمر لم أستغرب أن يصدر ذلك التصريح من غازي أو غيره، فكل أهل الانقاذ والمؤتمر الوطني سواء.. ما عدا قلة قليلة لم يعجبها الكذب والسرقة والاحتيال والقتل باسم الدين فآثرت الابتعاد منذ وقت طويل!!.
* غير أنني والله لم أكن أتخيل أن الحال في المؤتمر الوطني قد وصل الى هذا الحد من السوء لدرجة أن شخصا مثل غازي هو الوحيد تقريبا بين القوم الذي يمكن ان نحس فيه بعض فكر ومسؤولية، يتصدى للدفاع عن الغش والكذب والاحتيال والتزوير ويزعم أن الفيديو مفبرك.. ثم يتضح بعد أقل من يوم واحد أن الفيديو حقيقي وأن الشخص الذى صوره معروف الاسم والشخصية ومكان الاقامة، بل إنه تعرض للتهديد والوعيد حتى لا يفصح عن الحقيقة، ولكنه كان شجاعا فتحدث في المؤتمر الصحفي وذكر فيه كل الحقائق وأدلى بشهادة كاملة عن أسماء وشخصيات ووظائف ضباط مفوضية الانتخابات الذين قاموا بالتزوير لصالح المؤتمر الوطني.. فماذا يقول غازي الآن؟ وماذا يقول الدكتور الأصم الذى نفخنا بالحديث عن النزاهة، ام أن للنزاهة تعريفا آخر لدى المفوضية لا يعتبر ما قام به ضباطها وموظفوها من تزوير وتزييف وملء لصناديق الاقتراع بالباطل هتكا للاخلاق وانتهاكا للنزاهة؟!.
* وما يحزنني أن الذين يكذبون ويغشون ويتصدون للدفاع عن الكذب والغش هم من الذين حصلوا على ارفع الدرجات العلمية ونالوا شرف مهنة التدريس التى يفترض ان يتصف ممتهنها بالأمانة والنزاهة والصدق مع نفسه ومع الآخرين. ولقد نال كل من غازي والأصم درجتي الدكتوراة وعمل الاول استاذا للكيمياء الحيوية بكلية الطب والثاني أستاذا للعلوم السياسية بجامعة الخرطوم، فهل تفعل بهما السياسة والمصلحة الحزبية كل هذه الأفاعيل وتنزل بهم من مستوى الرسل إلى هذه الهاوية السحيقة؟! إذا كنتم أنتم أيها العلماء الأجلاء تفعلون هذا وتدافعون عن التزوير والخداع فماذا يفعل الآخرون الذين لم يكرمهم الله بهذا القدر الكبير من العلم ولم ينعم عليهم بنعمة التدريس؟!.
* لو كان الدكتور غازي قد تصدى للدفاع عن واقعة تزوير الانتخابات وهو لا يعلم عنها شيئا فتلك مصيبة، ولو كان يعلم انها مزورة ورغم ذلك دافع عنها فالمصيبة أعظم بل هي “فضيحة بجلاجل”، اما الدكتور الأصم، فليس هنالك ما يقال عنه أكثر مما قاله هو عن نفسه وما سجله له التاريخ الذى لا ينسى ولا يرحم!!.
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
24 أبريل 2010