أسماء في النيل الأزرق!
أذكر في فترة عملي بولاية النيل الأزرق بمدينة الدمازين.. أنه في ذلك اليوم كان المدير العام للثروة الحيوانية «د. بدوي منقاش» في اجتماع بالمجلس التشريعي.. وكان مدير الإنتاج الحيواني «د. الفاتح حشاش» في عمل خارجي، وكنت أنا الموجود الوحيد بالإدارة العامة للثروة الحيوانية، فجاء شخص يريد أن يقابل المدير العام، فما كان من إحدى العاملات إلاّ أن أحضرته لي.. سألني: «المدير العام في؟» فقلت له: «تقصد د. منقاش؟؟ مافي».. يرد: «طيب نائبه موجود؟»، فقلت: «تقصد د. حشاش؟؟ ما في».. يرد: «إنتو حكايتكم شنو منقاش وحشاش».. وذات السؤال أجد نفسي أسأله: «الحكاية شنو؟.. مالك عقار وفرح عقار.. إنتو قصة الأسماء شنو في النيل الأزرق؟».
افتقدنا الحنكة
كثيراً ما كنت أظن في أشخاص بعينهم صفات الحنكة والحكمة والوقار، وأرى حول صورهم هالة ضوء احترامية تجبرني على أن أخفض رأسي أمامهم تأدباً واحتراماً، ولكني مع الأيام بدأت أحس أن صوراً كثيرة لأناس كُثر ما هي إلاّ أوهام وأشواق للمثالية الغائبة.. نعم.. لا أحد كامل ولكن هل غاب عن مسرح حياتنا ذلك الإنسان المتزن، الذي يفرض علينا الانحناءة المتزنة لحكمته ورصانته، وقبل ذلك احترامه للقيم والذوق الإنساني.. وأنا هنا لا أقصد زيداً أو عبيداً بعينه ولكني أتشوق للصفات التي أتمنى وجودها ولو على نسبة المناصفة «فيفتي.. فيفتي»..
حنك سنين جداً:
دائماً ما كنا نتعجب لأمرها لعلاقتها المتميزة بنا.. فهي ما شاء الله «لسان فقط».. لا تقوم بعمل أي شيء إلا «المنضمة»، ولها القدرة الكبيرة على تغطية عجزها في إنجاز أي مهمة بالكلام «الكبار كبار».. فكنا نلوذ بها عندما نقصر في أمر معين لنجد عندها المعاذير والتبرير وما شاء الله عليها.. كان الأمر عندها أيسر ما يكون.. و حقيقة نحن معجبون جداً بقدرتها على التبرير وسوق الكلام في سلاسة، حتى أننا «مع تقصيرنا» نصدق أننا المظلومون وأن حقنا مهضوم، ونقارب أن ندخل في ثورة عارمة لانتزاع حقوقنا «مع إيماننا بالتقصير».. فهل حقاً صدق كلام أهلنا «السواي ما حداث».
آخر الكلام
تداخلت علينا الخواطر وخالجتنا المشاعر.. فكانت كلماتنا أشتات الأشتات.. وكلماتنا من هنا وهناك ولكننا لا نملك إلاّ أن نتمسك بأرضية التزام الصبر والسلوان.
سياج – آخر لحظة – 1331
fadwamusa8@hotmail.com