بين القهوة والشهوة

[ALIGN=CENTER]بين القهوة والشهوة[/ALIGN] [ALIGN=JUSTIFY]ظاهرة غريبة نشهدها منذ عدة سنوات .. بل هي صورة سلبية في كل وجوهها .. وتقدح إلى حد كبير في الشخصية السودانية .. بل تكاد تعصف بالصورة الإيجابية التي ظلـت تتسم بها الشخصية السودانية في دول الخليج .. فقـــد أصبح التحلق الليلي والنهاري حـــول المقــاهي الأثيوبية والإريترية ( النسائية ) شيء ملفت للنظر .. بحيث أصبح ظاهرة تسترعي الانتباه .. وتشكل علامات استفهام كبيرة .

نعم هي صورة سلبية بكل المعايير الأخلاقية والاجتماعية لأنها في المقام الأول تشوه الصورة الزاهية التي عرفت بها الشخصية السودانية .. لأن هذه المقاهي ما كان لها أن تجد حظها في الوجود بدون السودانيين الذين يرتادوها .. ثم هي لم تفتح في الأصل لاجتذاب الأثيوبيين والإريترية لأنهم لا يشكلون قوة يمكن أن تدعم مشروعا كهذا ثم لو كانت هذه الفرضية قائمة لكان مالكوها رجالا .

ثم لماذا تصوب هذه المقاهي نحو السودانيين تحديدا ؟؟؟ لأنهم ببساطة لهم سابق وجود في السودان .. لكن هذا الوجود ليس بالصورة الزاهية التي يمكن للإنسان من استحضارها كشيء مشرق .. رغم أننا لا نعمم ولكن نخصص في مكمن الشيوع .. لذا فإن التعامل معهم يأتي من باب التاريخ الاجتماعي لوجودهم السابق في السودان .

فما من مقهى من هذه المقاهي التي تدار بواسطة فتيات في بواكير الصبا والشباب إلا وقد تحلق حولها السودانيون شتى صنوفهم .. شيبا وشبابا .. وليس الأمر بهذه الصورة المجرة .. فالمشهد يصور تحلق مجموعات من هؤلاء المرتادين حول رهط من الفتيات وهن بملابسهن الضيقة والكاشفة والواصفة والشفيفة في جلسات أقل ما توصف بها غير كريمة .

أما الضحكات العالية .. والملامسة .. والتمايل .. فهو بهار تلك الجلسات البلهاء التي ترى فيها الشيب والشباب معا .. وعلى حد سواء .. بين البعض يتلثمون عماماتهم لزوم التخفي والتمويه .. قد يكون هناك شيء من إيجاد العذر لهؤلاء الشباب والمراهقين منهم .. وذلك لضعف التجربة وغياب الرشد .

لكن من الصعب علينا أن نلتمس العذر لرجال أدبرت أعمارهم .. وأصبح التعلق بأهداب التقوى لازمة تفرض نفسها عليهم .. لكنهم للأسف الشديد تجدهم يغازلون فتيات هنّ في أعمار بناتهم .

ولعل هذه الصورة السالبة قد حدثني عنها أناس من مختلف الجنسيات .. سؤالا واستفسارا واستهجانا .. وهي صور صورت الرجل السوداني وكأنه بلا حياء .. يرتادون هذه الأماكن المشبوهة لارتياد اللذة الرخيصة مضحيين بكل القيم الاجتماعية والدينية والأخلاقية .. وحتى الوطنية منها باعتبارهم سفراء في هذه البلاد .

وأذكر أنني ناقشت بعض هؤلاء المرتادين .. فكان جوابهم جواب مغلوب على أمره .. فكثيرون منهم قالوا أن هذه الجلسات تتيح لهم فرصة مناقشة كثير من الموضوعات والقضايا العامة والهامة .. وقد جلست أفكر كثيرا في هذه القضايا الهامة والعامة .. فلم أجد في مخيلتي إلا الوهم .. لو لعلهم يناقشون قضايا .. الاستنساخ .. أو الاحتباس الأخلاقي .. أو الكبت المشاعري .. أو الحرمان الذاتي .. أو ربما جنون البشر .. أو جنوح الرجال .

يحدث هذا وقد سمعنا أن كثير من البيوتات قد تصدعت من جراء هذا الهروب من البيوت .. حيث أنصرف الأب عن دوره في البيت لمن كانت أسرته معه .. أو تهرب من مسئوليته لمن كانت أسرته تنتظر قيامه بواجب النفقه أو الحضور الدوري للسودان . وكلاهما يبدد الوقت والمال فيما طائل منه .. وحتى العزاب منهم معلقون في سندان الرغبة والظروف .

وشر البلية أن تجد رجلا خيم الشيب على رأسه وهو يقارع صبية في عمر بناته دون حياء أو خجل .. والغريب في الأمر بل من المؤسف أن الكثيرين يعتقدون أن هؤلاء الأثيوبيات سودانيات طالما أن العمائم فوق الكتوف وهي تحلق في هذه الأماكن المكشوفة . علما بأن الصحف المحلية كانت قد تناولت هذه الظاهرة بشيء من الاستحياء .

أما الذين يظنون أن هذا الأمر يعتبر حرية شخصية .. نقول لهم (( لقد تعدى الأمر ودخل الحوش )) وتحولت من مجرد سلوك شخصي إلى ظاهرة اجتماعية مسيئة .. مما يخرجها من باب الحرية الشخصية الى آفاق الإساءة للوطن .. لأن هذه المقاهي لافتات وهمية لممارسات قبيحة .

وبتعبير بسيط نقول أن هذه المقاهي رغم أنها أثيوبية وإريترية كاستثمار إلا أنها تستهدف السودانيين بصفة خاصة وفي المقام الأول .. مما يجعل السؤال يدور حول ما هو (( الطعم )) الذي تصطاد به الشخصية السودانية ؟؟؟

هل هي القهوة ؟؟؟ أم الشهوة ؟؟ أم حاجات تانية حامياني ؟؟

ولنا عودة
——————
ملء السنابل تنحني بتواضع …. والفارغات رؤوسهن شوامخ
——————[/ALIGN]

صلاح محمد عبد الدائم ( شكوكو )
shococo@hotmail.com

Exit mobile version