سأقولها للمرة التريليون: ليس من الرجولة في شيء ان يضرب الإنسان زوجته أو أخواته او بناته (طبعا ولا أولاده الذكور)، فما بالك بمن يضربها بعنف حتى تموت وتكون عاقبة فعلته ان يموت هو أيضا شنقا!! الزوجة التي تخرج من البيت دون إذن من زوجها غلطانة ثم غلطانة، فليس في الأمر إذلال ان تطلبي من زوجك الإذن، لأنك ذاهبة الى مكان ما، فمعظم الأزواج، حتى في مجتمعاتنا التي تتفشى فيها الجلافة يتعاملون مع المسألة على أساس أنها من باب “الإبلاغ/الإشعار”.. يعني “أنا رايحة بيت صديقتي سمسومة” تكفي في كثير من الأحيان ولا أظن أن هناك أصنافا كثيرة من الرجال تطالب الزوجة بالحصول على تصريح خروج بصيغة: لو سمحت وتكرمت ممكن أروح بيت صديقتي سمسومة؟ مثل هذه الصيغة لا تكون إلا إذا كانت الزوجة طالبة الإذن تدرك أن هناك أمرا آخر ينبغي عليها ان تفعله/ تؤديه في نفس توقيت الزيارة.. لاحظوا أنني لا أتكلم هنا من وجهة النظر “الشرعية” التي تلزم الزوجة بطلب الإذن من الزوج كلما أرادت مغادرة البيت، بل من زاوية أنه من حسن الأدب أن يستأذن الإنسان من أي شخص يجالسه إذا أراد الذهاب الى مكان ما، فإذا كان ذلك الشخص هو الزوج الذي هو الجليس الدائم فمن باب أولى ان يتم الاستئذان منه.
وبنفس القدر فإن الرجل الذي يحترم نفسه، يحترم زوجته أيضا، ويخبرها كلما غادر البيت بوجهته: أنا رايح النادي.. سأزور عمي خلبوص.. زهجان وسأقوم بجولة ع الفاضي بسيارتي.. ويبلغها أيضا بأنه قد يعود متأخرا الى البيت.. هذه أبسط مقومات ومتطلبات العيش المشترك، وعلى المستوى الشخصي فإن زوجتي تعرف جميع حركاتي وسكناتي.. ليس بالضرورة لأنني محترم وأزودها بتفاصيل تحركاتي البريئة والمريبة، ولكن لأنها “ما تقصر” في السؤال عني كل بضع ساعات، ولكن من باب الإنصاف ان أقول إنها وبدورها لا تغادر البيت أبدأ دون إبلاغي بالأمر.. مثلا تقول لي إنها ذاهبة مع جارتها كنتوشة لزيارة كشكوشة.. وبعد فترة تتصل بي.. تركنا بيت كشكوشة وسنزور (بالمرة) خالتي مربوشة.
أما هشام السمكري الذي قتل ابنه او بنته لأن زوجته رفضت زيارة أمه المريضة فمن المؤكد انه فقد الابن/البنت والزوجة وحريته.. صحيح “عيب” على زوجته رفض زيارة حماتها، ولكن أليس هناك حموات وغير حموات البعد عنهن غنيمة؟
أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com