شبح العلمانية يطارد مسلمي جنوب السودان

[JUSTIFY]أثار إعلان استقلال جنوب السودان -الذي سيدخل حيز التنفيذ في التاسع من يوليو/تموز المقبل- مخاوف لدى المسلمين الجنوبيين في أعقاب إعلان المجلس التشريعي “علمانية الدولة”، ورأى محللون أن غياب الزعامة الدينية وعدم التزام قادة الجنوب بالحياد قد يقود إلى خروج المسلمين عن طاعة الدولة الوليدة.

وعلى الرغم من ذلك، يعتقد بعض الدعاة أن الدعوة الإسلامية لا تنشط إلا في مناخ مصادم للدين، في وقت دافع فيه المجلس الإسلامي لجنوب السودان -وهو الجهة المناط بها تسيير شؤون المسلمين في الجنوب- عن التزام الحكومة بإتاحة الحريات الدينية.
وتشير إحصائيات غير رسمية إلى وجود أكثر من ثلاثة ملايين مسلم في جنوب السودان، أي ما يعادل 33% من عدد السكان.

مستقبل الدعوة من جانبه أكد المحلل السياسي د. سلام الحاج عبد الله للجزيرة نت أن الإسلام دخل إلى جنوب السودان بعد عشر سنوات فقط من الهجرة النبوية، حيث اتخذ التجار المسلمون من مدينة “منقلا” في الشرق الاستوائي للجنوب عاصمة تجارية، فاعتنق الكثيرون الإسلام على أيديهم.

وأضاف أنه لا يُخاف على مستقبل الدعوة إذا التزم قادة الجنوب بالعلمانية وأتاحوا الحريات، لكن استمرار هذه الدعوة في الجنوب يرتبط بظهور زعيم ديني يجتمع عليه المسلمون، وإلا سيصبحون أقلية ويتجهون نحو الخروج عن طاعة الدولة.

وعزا المحلل السياسي عدم تضمين اللغة العربية في دستور جنوب السودان بوصفها لغة ثانية بعد الإنجليزية إلى رد الجنوبيين على “سياسة التعريب والأسلمة القسرية التي انتهجها حزب المؤتمر الوطني الحاكم” منذ وصوله إلى السلطة في يونيو/حزيران 1989

مناخ مصادم وأشار الداعية الإسلامي الجنوبي والقيادي بالمؤتمر الوطني قمر الدولة محمد سليمان إلى أن العلمانية إذا تم تطبيقها بشكل جيد فلن تكون خصما للدعوة الإسلامية، وقال إنه لا يرى أن فصل الدين عن الدولة مضر بالعمل الدعوي.

وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن الدعوة لا تنشط إلا في مناخ مصادم للدين، وأن كل الرسل جاؤوا لمحاربة واقع مصادم للدين، وتوقع حدوث مصادمات طائفية ما لم تحد الدولة من مظاهر الخروج عن الحريات، مطالبا بتوفير مناخ سلمي يعزز التصالح والاندماج وروح الانتماء.

وقلل سليمان من تأثير غياب اللغة العربية عن دستور جنوب السودان، مشيرا إلى أن أكثرية المسلمين في العالم هم من غير العرب، وأضاف “حتى لو تلاشت اللغة العربية في جنوب السودان فإن الإسلام سيظل موجودا”.

تحصيل الزكاة من جهته دافع الأمين العام للمجلس الإسلامي لجنوب السودان الفريق الطاهر بيور عن علمانية الدولة، وقال إن الحكومة ستكفل الحريات الدينية وستدرس اللغة العربية كمادة في مدارس الجنوب.

كما قلل بيور من المخاوف التي أبداها المسلمون، مشيرا إلى أن الفترة الماضية لم تسجل أية حالة انتهاك ضد المسلمين أو المساجد.

وأوضح أن حكومة الجنوب تمول كافة الأنشطة الدينية بما فيها بناء مقر المجلس الإسلامي، وأن مستشار رئيس حكومة الجنوب للشؤون الدينية ينسق بين الحكومة والمنظمات الدينية.

وردا على سؤال عن تحصيل “شعيرة الزكاة”، أشار الأمين العام للمجلس الإسلامي إلى أن دستور دولة الجنوب وقوانينها يمنعان التحصيل بالقوة، لكن المسلمين المكلفين يأتون بها في إطار التزامهم الديني.[/JUSTIFY]

الجزيرة

Exit mobile version