من ضمن الظواهر غير الطبيعية… طبعاً هذه لغة المتشككين في وجود قوى خفية غير مرئية وحياة أخرى غير ملموسة، لكن الظواهر التي لا تستطيع المذاهب المادية تفسيرها حسب قوانين الفيزياء تصنع الحيرة لدى المؤمنين بها فلجاؤوا إلى هذه الكلمات حتى لا يستخدموا نفس الكلمات القديمة التي نستخدمها نحن معشر المتخلفين، فمرة يقولون ظواهر خارقة للطبيعة أو ما فوق الطبيعة أو ما وراء الطبيعة أو بارسيكولوجي… إلخ، لكننا نسميها في لغتنا المتخلفة بـ (المعجزات) أو ما شابهها فمعرفتنا بالعلوم ضحلة، ولذا نمسك بالقوى الخفية التي بين حين وآخر تأتي بشيء غير عادي في حياتنا كبشر.
ما يهمني في موضوع اليوم هو أننا ما زلنا في زمن المعجزات إذا صحت ما تتناقله صحف الخرطوم -وحتى تشكيكي هذا الذي جعلت له جواب الشرط موجوداً لا داعي له- ونحن في نهاية العقد الأول للألفية الثالثة. بالعلم أننا سمعنا ولم نشاهد معجزات الألفية الماضية في عقدها الأخير كانت ممثلة في الحروب التي تخوضها القرود ضد الأعداء فيهربون منهزمين!!.
حسب رأيي فإن كل خبر يخالف تصديقه العقل فهو مصنف في شيئين لا غير، الأول إما أنه كذب (صحة القول على قائله كاذب فيه)، والثاني إما صدق (صحة القول على قائله صادق فيه)… وما نعنيه هي الحالة الثانية فإذا كان المنقول صدق وواقع حقيقي فلابد أن تكون معجزات أو أشياء خارقة للطبيعة أو ظواهر ما وراء الطبيعة فلك الحرية بتسميتها كما تريد. أمثلة لما نقول نبينها للقارئ الكريم بخبرين نشرا في السودان نقلاً عن صحف تصدر في الخرطوم. الخبر الأول نشر في الأول من هذا الشهر ويتحدث عن إصدار محكمة الخرطوم شرق قراراً بسجن أحد الشباب بالسجن المؤبد بعد إدانته بترويج الحشيش. وحسب الخبر الذي نشره موقع النيلين نقلاً عن صحيفة الدار فقد ألقت الشرطة القبض عليه متلبساً بحمولة (15) قندولاً في جواربه… لاحظوا بأن عدد 15 قندولاً محمولة في جوارب (يعني الشاب من العماليق أو أن هناك معجزة تجعل الجوارب تتسع لهذا العدد الكبير). وأما الخبر الثاني فلا يقل غرابة عن الأول، بل أكثر إعجاباً لنا، فقد أشار نفس المصدر أعلاه نقلاً عن صحيفة حكايات إلى (خروج سمك حي من ماسورة منزل مواطن بعطبرة). والخبر المنقول عن حكايات لم يحدد يوماً محدداً فقد اكتفى في قراءتي للخبر بالإشارة إلى استخدام عبارة (خلال اليومين الماضيين) -بمعنى آخر فهو حدث قبل ثلاثة أيام من تاريخ اليوم الذي ظهر فيه هذا المقال- ولم يتم نقل صور أو حديث مؤكد عن خروج سمك عبر الماسورة.
وبما أن الخبرين لم يصدر أي نفي بشأنهما، فالأول كان يوم 1 إبريل والأخير يوم أمس 19 إبريل، وعليه فهذه الأشياء تعتبر صحيحة تماماً لكن لن نسأل مثل من يريدون التفسيرات العلمية المعقدة لكننا فقط نتساءل عن الذين يصنعون هذه المعجزات
لويل كودو – السوداني
20 أبريل 2010م
grtrong@hotmail.com