الليلة النتيجة

[ALIGN=CENTER]الليلة النتيجة [/ALIGN] امتحانات كثيرة يقف الفرد فيها على أعتاب النتائج ما بين التوقع واليقين.. ورغم أن النتيجة التي سوف نقف على مشارفها في هذا اليوم انقطع عنها عامل التوقع بحكم تسلسل الأحداث.. فإن عامل الإعلان النهائي يحمل في جنباته فرضيات كثيرة ما بين من ترضيهم النتيجة ومن لا ترضيهم وبين الآخرين الذين لا يعنيهم الأمر بحكم أنهم كانوا خارج اللعبة الانتخابية وهولاء هم الذين لم يسجلوا ولم يدلوا بأصواتهم.. ليس مهماً اختلاف الآراء.. أما النتيجة الكبيرة التي أجمع عليها الناخب السوداني هي خياره لصالح «البشير» مهما اختلفت نظرة الساسة للعملية الانتخابية.. وفي هذا الإجماع الصامت رسالة للعالم أن السوداني الأصيل يحمل خياراً يعتقد في وجوده.. بالمقابل على «البشير.. القادم عبر الصناديق» أن يكون قدر هذه الثقة الجماهيرية وأن ينتصر لإنسان السودان لا إنسان الحزب.. فالسوداني هو ذاك المواطن الكادح هنا وهناك في الزراعة والحدادة والأفران والمرعى والكمينة و.. و.. نعم أناس لا يدخلون المكاتب ودور صناعة القرار إلا عندما تضج بهم المشكلة وتستعصي عليها النهايات المأمولة.. هؤلاء هم من ينتظرون النتيجة بشيء من «العشم والتغيير».. فالسودان عندهم اليوم.. سودان ما بعد الانتخابات وقبيل الاستفتاء.. فهل من إمكانية لإبقاء السودان سوداناً موحداً.. أم أن أمر الفصل صار حقيقة وخياراً قائماً.. وهنا مربط الفرس.. وهل يمكن للقادمين أن يحافظوا على شكل خريطة السودان كما هي منذ تفتحت عيون أهل البلاد على دنيا الخرائط.. أم أنهم قادرون على بلع مرارة تقسيم وتقطيع جسم السودان.. ومبروك النتيجة ثم ماذا بعد؟

خلف الله عقدتنا:

تباين مواقف الساسة في هذه البلاد ما بين الليل والضحى يعطي مؤشرات سالبة لمجمل الوضع السياسي.. والمثالية التي أضحت نوعاً من الخيال في ذهن الإنسان البسيط تتعمق بعدها مفاهيم على أرض الواقع.. فالأنانية أصبحت سيد الموقف عند الكثير من «خلف الله السياسة».. فلا تعقدوا الأمور للحد الذي يلجم الحال العام.. وإن جاز إطلاق لقب خلف الله على أحد فإن الأجدى إطلاقه على بعض أهل السياسة الذين «عقدونا ذاتو..» فلا هم ساسة بالدرجة التي تجعلنا نؤمن بقدراتهم القاطعة ولا هم صريحون مع أنفسهم للدرجة التي تجعلهم يقدرون قدرهم بقدره.. «ويا خلف الله عقدتنا».

ü حالة يائسة

في ركن قصي.. على طرف ظل الشجرة.. دائم الجلوس.. ينشر أوهام الأحلام التي تتطاير أمامه.. تارة لأنسام الهواء الباردة.. وتارة تتبخر أمام ناظريه آمال عراض عندما ترتفع درجات الحرارة.. يتلفت أمامه وخلفه في ديناميكية ضعيفة فالطريق خواء إلا من بعض المارة.. «عبدو» بعدما دخل في مرحلة «المعاش الإجباري» أصابته حالة ذهول يائسة ما بين سنوات قضاها كالأسد الثائر في المؤسسات المختلفة التي تنقَّل في رحابها وظلال الشجرة التي آلت إليها تفاصيل يومه البائس.. «عبدو» ناقم على «التصريفات» التي شلت يديه عن التداول مداً وسحباً والأيام التي أصبحت تسير ببطء وسلحفائية بغيضة.. «عبدو» يبكي.. «عبدو» الذي أصبح هيناً ليناً.. وهذا المصير الذي ينتظره مع تصاريف الأيام القادمة.

آخر الكلام

«قدلة يا مولاي» في تراب خصبة وفي أرض هيبة في ظلال وحدة.

سياج – آخر لحظة – 1329
fadwamusa8@hotmail.com

Exit mobile version