* ألزم اتفاق مشاكوس فى الجزء (هـ 2 4 2) طرفي الاتفاقية بالعمل خلال الفترة الانتقالية لجعل وحدة السودان جاذبة لشعب جنوب السودان، كما ألزمهما بذلك اتفاقية السلام الشامل ودستور السودان الانتقالي، المادة (221 ــ3).
* بالإضافة إلى ذلك، فإن الدستور يلزم حكومة الوحدة الوطنية فى المادة (79) بالعمل على تعزيز الوحدة الوطنية!!
* على هذا الأساس، فإن الحديث عن حق تقرير المصير لمواطني الجنوب بمعزل عن مواطني الشمال، حديث خاطئ تماماً، فالوحدة ليست شأناً يخص الجنوبيين فقط وإنما يخص كل مواطني السودان وعلى الأخص حزب المؤتمر الوطني أحد طرفي الاتفاقية وصاحب الأغلبية فى حكومة الوحدة الوطنية والمؤسسات التشريعية والتنفيذية القومية فى الدولة، الذي يجب أن يعمل من أجل الوحدة والتمسك بها وجعلها جاذبة للإخوة الجنوبيين ليصوتوا لصالح الوحدة!!
* بل إنني أذهب إلى أبعد من ذلك وأقول إن القيام بأي عمل يؤدي لفصل جنوب السودان بأي شكل من الأشكال يجب أن يعد ضرباً من ضروب الخيانة الوطنية، وكان من المفترض أن يصدر قانون بهذا المعنى، وليس العكس بأن تتكون المنابر العنصرية وتهاجم الإخوة الجنوبيين من منطلقات عنصرية بغيضة وتطالب بانفصال الجنوب، كما يفعل المهندس الطيب مصطفى ومنبره وجريدته العنصريان، أو كما فعل المؤتمر الوطني الذى عقد صفقة مع الحركة الشعبية لفصل الجنوب مقابل فوزه فى انتخابات رئاسة الجمهورية، بعد أن فعل كل ما بوسعه خلال الفترة الانتقالية لجعل الوحدة طاردة للجنوبيين عكس ما نص عليه الدستور!!
* انفصال أو بقاء الجنوب أمر لا يخص الجنوبيين وحدهم باعتبار ان القرار قرارهم، كما يفهم البعض، ولكنه يخصنا أكثر مما يخصهم وكان يجب أن نعمل كل ما في وسعنا لنجعل الوحدة جاذبة لهم ونحببهم فيها من منطلقات وطنية وقومية كبرى وليس دستورية فقط، وعكس ذلك هو خيانة وطنية كبرى!!
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
20أبريل 2010