متابعة من مستشفى الشعب لأول عملية لجهاز صعق كهربية القلب – صورة

لأن الحدث غير عادي، ويهم شريحة كبيرة من مرضى القلب، ويعد الأول من نوعه بالسودان وافريقيا..تابعت صباح الثلاثاء الماضي من داخل غرفة العمليات بمستشفى الشعب التعليمي بالخرطوم أول عملية جراحية من نوعها لتركيب جهاز «صعق كهربية القلب» لأحد المرضى.. الجهاز يحمل البشرى لمئات المرضى الذين يعانون من آثار الذبحة الصدرية، وضعف ومشاكل عضلات وكهربائية القلب.
* كهربة القلب
من صالة الانتظار لعمليات القسطرة القلبية في مستشفى الشعب تحدثت السستر «ميرفت سر الختم» المشرف العام لعمليات القسطرة بالمستشفى عن عملية «صعق كهربية القلب» وقالت: ان جهاز «صعق كهربية القلب» يستخدم للمرضى الذين لديهم ضعف في عضلات القلب ويعانون من مشاكل في الكهربائية وهو يعطي صعقة كهربائية لاعادة تنظيم عمل عضلات القلب، وقالت إن أجهزة تنظيم ضربات القلب تستخدم للمرضى الذين لديهم مشكلة في الناظمة الطبيعية وان المستشفى تجرى شهرياً أكثر من «11- 15» حالة للاجهزة العادية ولكن بالنسبة لجهاز الصاعقة الكهربائية تعتبر أول مرة في السودان وتتم العملية بأيادٍ سودانية خالصة، وهذا الوضع يختلف بالنسبة للمريض بحيث يقلل التكلفة، والجهاز يكلف حوالى «40» الف جنيه في الدول الاخرى خلاف تكاليف السفر والاقامة وبعد دخوله السودان سوف يقلل التكلفة ويضيف خبرة للاطباء وخدمات افضل للمريض. وتختلف العملية عن الاجهزة القلبية العادية الناظمة وهي نوعان، الاول يسمى «سنغل» او فردي ويركب في غرفة واحدة من غرف القلب في البطين الايسر، والنوع الآخر يتم تركيبه في الغرفتين في البطين والاذين ويعملان على تنظيم ضربات القلب وزيادة عمل العضلة ويستخدمان في الحالات العادية مثل الناظمة القلبية الطبيعية التي خلقها الله في الانسان وهي تعمل على تعويض الناظمة القلبية الطبيعية لمرضى القلب التي تسببها اما اسباب خلقية او مرضية مثل ارتفاع ضغط الدم بصورة مستمرة تنتج عنها الذبحة الصدرية والقلبية في شرايين القلب.
* توطين العلاج بالداخل
د. الطيب محمد أحمد اختصاصي القلب واحد المشاركين في اجراء العملية- قال ان العمليات التي تجري عادة في مستشفى الشعب هي عمليات ناظمة قلبية وتعتبر من «أسهل» العمليات التي تجرى في القلب، ولكن عملية «صعق كهربية القلب» غير الطبيعية هي مهمة جداً للمرضى الذين يعانون من ضربات القلب البطينية التي في بعض الاحيان تؤدي الى الموت الفجائي، ولكن بحمد الله ان هذه العمليات بدأت الآن تجري داخل السودان وسوف تتوافر الخدمة لكافة المواطنين الفقراء الذين لا يملكون قيمة الدواء العادي ناهيك عن عمليات مثل هذه، وسوف تسهم هذه العمليات في توطين العلاج بالداخل. اما المضاعفات التي تصاحب هذه العمليات فتعتبر قليلة مثل النزف الذي يمكن التحكم فيه، وايضاً الورم الدموي ودخول الهواء في الغشاء الرئوي وهذه المضاعفات نسبة حدوثها ضعيفة جداً ويمكن السيطرة عليها.
العملية ليست جراحية بالمعنى الكبير ولكنها بسيطة وتتم بواسطة المخدر الموضعي وعبر فتحة تحت الجلد تحت «الترقوة» اليسرى وتحتاج الى خياطة من «5 – 6» غرز ويختلف زمن اجراء العملية من مريض الى آخر ومن حالة الى اخرى ولكن في الغالب وفي الحالات العادية تستغرق حوالى «45» دقيقة او اكثر في بعض الحالات التي توجد فيها عيوب خلقية في القلب او اصابات في الصمام الثلاثي الشقفات او توسع الجانب الايمن في عضلات القلب، ونادراً ما تحدث مضاعفات اثناء العملية.
* المريض الأول
د. صلاح الباشا -استشاري القلب والقسطرة الداخلية بمستشفى الشعب ومركز السودان للقلب وصاحب الزمالة الاوروبية في امراض القلب -قال ان المريض وهو اول مريض تجرى له العملية- كان «يتابع معه» منذ فترة ويعاني من حالة ذبحة قلبية منذ عام «2001» والمرة الثانية حدثت له ذبحة قبل ثلاث سنوات ثم عاودته مرة اخرى في العام «2008» وسببت له «بورا» وهي عبارة عن زيادة في ضربات القلب مثلاً عندما تكون عضلات القلب ميتة تخرج منها زيادة في كهرباء القلب في البطين الايسر فهذه الزيادة تصل لمدة معينة وبعدها يفقد المريض وعيه ويفارق الحياة، ولكن بعد توافر هذا الجهاز سيقل الاثر الجانبي للذبحة، وتتم العملية بادخال سلك كهربائي الى البطين الايمن وهو موصل ببطارية كهربائية لاعطاء الصعقة عند الحاجة لها.. وبينما يمكث السلك داخل القلب فإن البطارية تبقى في الترقوة ويستمر عمل الجهاز «8» سنوات وبعدها يتم استبداله بجهاز آخر.
622011101106AM11 * معاناة الذبحة
أسامة عبد الرازق -ابن المريض الوحيد -حكى لنا تفاصيل مرض والده فقال: المرة الاولى التي اصيب بالذبحة كانت في العام 2001 وسببت له ضيقاً في الشرايين وضعفاً في عضلة القلب وعدم انتظام في كهرباء القلب فكان دائماً يصاب بالاغماء وعندما تكررت نقلناه الى المستشفى وقرر د. صلاح الباشا اجراء عملية فورية إذ أنه يعاني من عدم انتظام في دقات القلب وبعدها اصبحنا في «جرجرة» الاجراءات وتكاليف العملية حيث تقدر تكلفتها بحوالى «40 الف جنيه» ولضيق ذات اليد تلقينا مساعدات من ديوان الزكاة بولاية الخرطوم بمبلغ «7.500» آلاف جنيه ووزارة المالية الاتحادية «14» الف جنيه ومستشفى الشعب بحوالى «5» آلاف جنيه وتبرع الاختصاصي د. الباشا بحوالى «10» آلاف جنيه.
* طبيعة الجهاز
د. صلاح ياسين من الشركة الالمانية التي استوردت الجهاز قال ان هذه أول مرة يركب فيها الجهاز بالسودان وبأيدٍ سودانية خالصة، وقبل فترة تم تركيبه بواسطة «فريق» من السعودية وآخر انجليزي، وتبلغ تكلفة الجهاز حوالى «20» الف دولار.
الراي العام
تحقيق وتصوير: دار السلام علي
Exit mobile version