وكان سبق إجتماع طه بمشار، لقاء بين طه والدرديري محمد أحمد مسؤول ملف أبيي بالمؤتمر الوطني وإدريس محمد عبد القادر القيادي بالحزب، بينما إجتمع مشار مع برنابا بنجامين وزير الإعلام بالجنوب، ووزير النفط. وجَدّد د. رياك مشار نائب رئيس حكومة الجنوب، في مؤتمر صحفي بدار الحركة الشعبية قطاع الشمال في الخرطوم أمس، إيمان الجنوب بالسلام وعدم العودة للحرب، وأبان أن كل الخلافات يمكن حلها عبر التفاوض السياسي. وقال مشار إن المؤتمر الوطني رفض طلباً للحركة الشعبية بإنسحاب القوات المسلحة من أبيي والسماح ببقاء قوات (يونميس) في المناطق الإنتقالية الثلاث لحين الفراغ من ملفاتها، وأوضح أنّ الوطني تَمَسّك بإبقاء الوضع في أبيي على ما هو عليه لحين التوصل الى إتفاق شامل لحل المشكلة. وذكر مشار أن الرئيس البشير رفض الجلوس معه، وأشار إلى أنه إكتفى (بالحديث لمدة ساعة كاملة واقفين على الأرجل تحت أشعة الشمس بالقرب من نافورة القصر الجمهوري)، وأن (البشير رفض طلبه بمواصلة حديثهما داخل مكتبه)، وكشف مشار أن المباحثات توصلت إلى تكوين لجنة لبحث وضعية أبيي ومواصلة الحوار. وأوضح مشار أنّ تلك القضايا يجب ألاّ تنتهي بإنتهاء إتفاق السلام الشامل. وتابع: (أبشر المواطنين في الشمال والجنوب بأننا مع السلام، ولا عودة للحرب مطلقاً، ولا نريدهم أن يتأثّروا. من جهة أخرى، قال مشار إن قضية اللواء تلفون كوكو المعتقل بسجون الحركة في الجنوب سهلة ويمكن معالجتها باعتبار أنها لم تخلق مشكلة أمنية، وتوقع عودة المتمرد جورج أتور الذي إنشق عن الجيش الشعبي بجونقلي عقب التاسع من يوليو المقبل. وفي السياق، قالت مفوضية التقويم والتقدير لإتفاقية السلام الشامل، إنها ستلتقي الوطني والحركة لإيجاد حل سلمي للتصعيد العسكري في أبيي، بينما دعا الإتحاد الأفريقي في بيان له حسب (مرايا) أمس، الطرفين لإيجاد حل سلمي للأزمة في المنطقة.
من جهتها أكدت قبيلة المسيرية، وقفتها الجادة خلف القوات المسلحة، وإشادتها بقرارات الرئيس عمر البشير التي إعتبرتها وقفة حق من أجل أبناء المسيرية، وأكدت رفضها التام لرجوع قبائل دينكا نقوك لمنطقة أبيي. وقال محمد خاطر جمعة رئيس إتحاد المسيرية لـ (أس. أم. سي) أمس، إن قبيلة المسيرية أعلنت وقفتها الجادة خلف القوات المسلحة. وقال خاطر إن قبائل المسيرية أبدت رفضها التام لعودة قبيلة دينكا نقوك للمنطقة إلاّ بعد إعترافهم بتبعية المنطقة للمسيرية وشمال خط 1/1/1956م. وأضاف أن المسيرية لا يمانعون من التعايش مع دينكا نقوك في ظل إعترافهم بتبعية المنطقة للمسيرية نسبةً للأعراف التي كانت بينهم.
في غضون ذلك، أقامت القوات المسلحة حسب (الشروق) أمس، حفل تأبين لشهدائها أثناء إنتشارها في منطقة أبيي وشمال خط 1956م، وخلال الإحتفال تمّ عرض الآليات العسكرية التي إستولى عليها الجيش من قوات الحركة الشعبية قبل نحو أسبوعين. إلى ذلك، أعْلنت وزارة الشؤون الإنسانية، عن إستقرار الأوضاع الإنسانية في المنطقة الواقعة شمال بحر العرب لأبيي، وأعْلنت عن مُشاورات جارية بين الوزارة وحكومة الجنوب للتنسيق وتقديم العون اللازم للمتضررين. وقال سليمان عبد الرحمن المفوض العام للعون الإنساني في لقاءٍ تنويري للمنظمات الأجنبية أمس، إن الدولة وجّهت بإستمرار العمل الإنساني جنوب حدود 1956م.
الراي العام
[/JUSTIFY]