وكشف وكيل وزارة الخارجية رحمة الله محمد عثمان، خلال تنوير قدمته وزارة الخارجية بمشاركة مسؤول ملف ابيي الدرديري محمد احمد ،للسفراء المعتمدين في الخرطوم أمس، ان المشاورات جارية مع الاتحاد الافريقي ليتولى مهمة وضع آليات للحل باعتباره الجهة التي تتولى هذا الملف ، ونفى بشدة نشر قوات افريقية مشتركة في المنطقة كمقترح للحل ، واستنكر رحمة الله، طلب المملكة المتحدة من رعاياها عدم السفر الى السودان ،وقال « نحن لا نُحرم على الدول دخول السودان ، بريطانيا هذا شأنها لكن سفيرها ما يزال في الخرطوم يمارس مهامه « مؤكداً استقرار الوضع الامني في السودان ، وجدد وكيل وزارة الخارجية موقف الحكومة الرسمي بعدم انسحاب القوات المسلحة من ابيي ما لم يتم التوصل الى صيغة مشتركة فعالة توفر الامن للجميع
وأفاد الوكيل في تصريحات صحفية بإبداء سفراء المجموعات المختلفة قلقهم ازاء الوضع الانساني والامني في ابيي، وقال ،أكدنا للسفراء انشغالنا بتلك القضايا ، مشيراً الى أنه في حال برزت اية مصاعب في الوضع الانساني ستعمل الحكومة بالتعاون مع المجتمع الدولي لتفاديها ، وأكد اطلاع السفراء على حقيقة ماجرى في ابيي خاصة ممارسات قوات الجيش الشعبي خلال الشهور الاخيرة، وما نجم عنها من تطورات أفضت في النهاية الى ان يمارس الجيش السوداني سلطاته التي نص عليها القانون والدستور لحماية المواطنين في المنطقة بعد ان فشلت كل الجهود لوضع حد للمارسات الخاطئة حسب وصفه، واستنكر ادانة المجتمع الدولي لحكومة الخرطوم التي اضطرت لفرض سيطرتها على ابيي وأضاف « المجتمع الدولي كان الاجدر به ان يتحلى بالأمانه ويدين حادث الاعتداء على القوات المسلحة والقوات الاممية «.
الأمم المتحدة:المسيرية يتوغلون جنوباً بمساعدة الخرطوم
من جهتها اعلنت الامم المتحدة أمس، أن عشرات الآلاف فروا من منطقة أبيي مع توغل لقبيلة المسيرية تدعمها الخرطوم باتجاه الجنوب.
وقالت الامم المتحدة ووكالات اغاثة ان زهاء 40 الف شخص أجبروا على مغادرة منازلهم الى مناطق ابعد في جنوب السودان،وقال جوستافو فرنانديز مدير برنامج أطباء بلا حدود «هناك عدد هائل من الاشخاص يسيرون الآن من أجوك الى تور على طرق موحلة. يحتاج أطفال كثيرون الى العلاج من الجفاف.»
من ناحيتها، اكدت المتحدثة باسم الامم المتحدة هوا جيانج ان ميليشيات المسيرية بدأت في التوغل جنوبا بعد أن ترك السكان أبيي ، وأضافت «هناك تقارير تفيد بأنهم يتحركون جنوبا.»، وقالت جيانج ان جماعات مسلحة يعتقد انها من قبيلة المسيرية فتحت النار على أربع طائرات هليكوبتر تابعة للمنظمة الدولية في أبيي أمس الاول، مبينة ان 14 قذيفة اطلقت لدى اقلاع طائرات الهليكوبتر من مجمع تابع للمنظمة الدولية في مدينة أبيي لكنها هبطت بسلام،وذكرت جيانج ان القتال واعمال النهب التي استهدف بعضها مراكز امداد تابعة لوكالات الامم المتحدة في أبيي توقفت.
بيد ان وكيل وزارة الخارجية رحمة الله عثمان نفي علمه بقصف جهات تابعه للحكومة طائرات تنتمي الي الامم المتحدة، وطالب بتقصي الحقائق قبل اصدار التهم على هذه الجهة أو تلك ، منوهاً الى عدم صدور اي قرار يحظر الطيران فوق سماء ابيي.
وفي السياق ذاته، أكدت الأمم المتحدة ، أن المعلومات المتاحة لديها وروايات شهود العيان تشير بقوة إلى مسؤولية الجيش الشعبي عن الهجمات التي تعرّضت لها قوات حفظ السلام الأممية والقوات المسلحة الأسبوع الماضي في منطقة أبيي.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نسيركي للصحفيين في نيويورك: (المعلومات المتاحة وروايات شهود العيان التي تصف المهاجمين بما في ذلك الزي العسكري الذي كانوا يرتدونه، تشير بقوة إلى أن المهاجمين كانوا من أفراد قوات الشرطة أو الجيش الشعبي)،وأضاف: (طلبنا من حكومة جنوب السودان بدء تحقيق على الفور ومحاسبة مرتكبي الهجمات لأن الهجمات على قوات حفظ السلام تمثل جرائم حرب بموجب القانون الدولي).
الى ذلك، أظهرت صور ملتقطة عبر الأقمار الاصطناعية أن «جرائم حرب» ارتكبت في منطقة أبيي ، كما أفاد أمس، مشروع سنتينل لمراقبة القرى السودانية عبر الأقمار الاصطناعية.
وقال جون برادشو مدير مجموعة تدعم مشروع سنتينل إن «هذه الصور تقدم أدلة موثقة على جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في أبيي». والصور التي حصل عليها «مشروع سنتينل للأقمار الاصطناعية» وقام بتحليلها تظهر «هجمات بواسطة آليات مدرعة وتدمير قرى»،وقالت المجموعة في بيان «هناك تجمع دبابات ومروحيات وانتشار لقوات على طول الشوارع الرئيسية في أبيي ما يشير إلى أن اجتياح أبيي كان متعمدا ومخططا له بشكل جيد».
ومشروع سنتينل يموله بشكل خاص الممثل الأمريكي جورج كلوني بهدف مراقبة أية أعمال عنف بعد الاستفتاء الذي نظم في يناير، وأبدت غالبية ساحقة تأييدها لانفصال الجنوب فيه .
من ناحيته، اعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عقب ختام مباحثاتهما في لندن ان واشنطن ولندن تعملان سوياً لتشجيع أطراف النزاع في أبيي،على الإلتزام بعملية السلام وإنهاء الأزمة وتعزيز وجود قوات الأمم المتحدة هناك.
البشير لأوروبا:دخلنا أبيي لإيقاف عدائيات «الشعبية»
واعتبر الرئيس عمر البشير، أن استيلاء القوات المسلحة على منطقة ابيي ، الغرض منه ايقاف الاعمال العدائية التي تقوم بها الحركة الشعبية، واتاحة الفرصة الى ادارة جديدة مع الحركة.
ونقل رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان مهدي ابراهيم، عقب لقاء الرئيس البشير، مع وفد الاتحاد الاوروبى الذي ضم بريطانيا وفرنسا وبلجيكا امس، ان الرئيس شرح للوفد الاوضاع فى السودان، مبينا ان الغرض من الاستيلاء على ابيي كان ايقاف العدائيات من قبل الحركة الشعبية، موضحاً ان الرئيس أوضح خلال اللقاء استهداف السودان من قبل بعض الدول وان استقراره يقود إلى الاستقرار في القارة الأفريقية بصفة عامة، وأن السودان جسر يصل بين أفريقيا والعالم العربي.
وقال وزير الدفاع النمساوي الاسبق ، رئيس الشبكة الاوروبية لاستدامة السلام في السودان، فاسل آبند في تصريحات صحفية ، ان الوفد اجرى اجتماعات مثمرة بدأت في البرلمان، مبينا ان الوفد قدم مقترحات للمستقبل التنموي، شريطة ان يتم التعاون بين الشمال والجنوب عقب الانفصال في التاسع من يوليو. وطالب فاسل، الحكومة بالتركيز على القضايا الاقتصادية والنهضة الزراعية وتوفير فرص عمل، واعرب عن امله فى الوصول الى حلول بأسرع ما يمكن في منطقة ابيي، بجانب التعاون بين الشريكين من اجل اعادة الاستقرار في المنطقة وحل القضايا العالقة قبل انفصال الجنوب ،وازالة العقبات والنظر للمستقبل والاستقرار لكل دول الاقليم وافريقيا، وقال ( لا اعتقد أن الحلول العسكرية هى الحل ولكن الحل عبر التفاوض) ،مجدداً حل القضايا المشتركة بين الشمال والجنوب، وعلى رأسها إيجاد دعم للزراعة، إضافة الى إيجاد فرص جديدة للعمل بأعتبارها من التحديات المشتركة . [/JUSTIFY]
صحيفة الصحافة