وعزز من تلك الشائعات وتطورها شخصية الرجل وطبيعته والكاريزما التي كان يتمتع بها لدرجة يصعب معها على كثير من معاصريه ومن المايويين الجرأة والسؤال عنها تحسباً لردة فعله التي غالباً ما تكون غير مأمونة العواقب مما قاد الكثيرين للتخمين والاستنتاج الأمر الذي يتضح في ما بعد أنه إشاعة ليس لها دليل من الصحة.
ذات شخصية نميري وتعامله جعله يرى أن مايو لم تخطئ أبداً وأن كل ما يقال عنها وعنه إنما هي محض شائعات ليس إلا، حيث نفى في أكثر من لقاء معه تسلُّمه أموالاً من الولايات المتحدة بخصوص ترحيل اليهود الفلاشا وهي العملية التي احدثت أثراً كبيراً في الساحة السياسية ورغم عدم نفيها من أي من قيادات مايو إلا أن دوافعها شابتها الكثير من الأقاويل التي كانت من بينها قبض نميري أموالاً طائلة وفي ذلك يرى الأمين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي السوداني المايوي محمد أبوبكر أن العملية كانت عمل استخباري كبير وعلى مستوى عالمي، ولكنه قال ما نعرفه وندركه جيداً أن نميري لم يستلم فيها أي مبالغ مما يقال ومضى بالقول إلى أن جزءاً كبيراً من تفاصيل عملية الفلاشا كان يتم من ورائه.
وليس بعيداً عن ذلك ما أُشيع في عهده وهو لا يزال بعد رئيساً مع أنه كان يمتلك الكثير من الاستثمارات والعقارات في دول عربية وإفريقية من بينها أسطول من المواصلات التي تجوب مدينة القاهرة ومجموعة مطابع ألمانية تقوم بطباعة الكتب والصحف والمجلات في مصر كما أشير إلى أنه يملك مزارع ومصانع في دول إفريقية عدة، ولعل هذه الشائعات بالذات أثبتت الأيام عدم صحتها بعد مغادرته الحكم في انتفاضة أبريل 1985م وبعد رحيله إلى الدار الآخرة كما أن أسرته لم تسلم هي الأخرى من تلك الاتهامات والشائعات.
ومن بين ما أُثير بكثافة عن فترة حكم نميري تعامله القاسي مع وزرائه لدرجة وصلت إلى استعمال العنف مع بعضهم وهو ما لم يؤكده أبوبكر أو ينفيه بل قال إن نميري كان رجل رسمي وبطبيعته لا يجامل ويتخذ قراراته دون الرجوع إلى أحد لذلك إذا عيًّن أي من الوزراء اليوم يمكن أن يقيله غداً وفي رأيه أن هذا لا يحسب على نميري وإنما له باعتباره رجل دولة.
الشائعات التي ظلت تطارد نميري في فترة حكمه لا حقته حتى وهو خارج الحكم وعند موته حيث أُشيع أكثر من مرة انتقاله إلى الدار الآخرة ولكن سرعان ما يتضح أن للعمر بقية بل امتدت تلك الشائعات بعد وفاته حيث يعتبر كثير من المايويين أن القضية التي أثارتها روضة جوان حول علاقتها بنميري إنما هي محض ادعاء ويتساءلون لما لم تظهر قبل وفاته ويرون أنها أرادت استغلال هذه القضية للفت الانتباه إليها ويؤكدون عدم صحة ادعاءاتها.
ويرى عدد من المتابعين لمسيرة الرجل في الحكم أنها تميزت بكثرة الشائعات خلافاً لكل الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم السودان وهو الأمر الذي يراه أبوبكر عادياً وهو يقول لـ «الإنتباهة»: نميري كان رجل دولة بحق لذلك من الطبيعي ولا بد أن تكون هناك شائعات حوله وبدأ أبوبكر ممتعضاً من الحديث عن الشائعات حوله ونميري في نهاية المطاف بشر وأضاف قائلاً نحن كنا حوله نؤكد أنه مضى إلى ربه وهو يملك تاريخ كبير ومسيرة مشرفة ولا يملك أي عقارات أو أموال مما كان يقال.[/JUSTIFY]
الانتباهة