الموت يغيّب الأديب السعودي عبدالله بن خميس بعد معاناة مع المرض

توفي الأربعاء في الرياض، الأديب والشاعر السعودي عبد الله بن خميس، بعد معاناة مع المرض. وسيصلّى على الراحل اليوم الخميس بعد صلاة العصر في جامع الإمام تركي بن عبد الله وسط الرياض.

ويعتبر الأديب الراحل من كبار المؤرخين والشعراء السعوديين وأثرى المكتبة العربية بعشرات الكتب في الأدب والشعر والنقد والتراث والرحلات، وله صولات لا يمكن تجاهلها في الصحافة والمنتديات والمؤتمرات داخل السعودية وخارجها. ويعتبر كتاب (تاريخ اليمامة) المكون من سبعة أجزاء من أبرز كتبه إضافه إلى (المجاز بين اليمامة والحجاز) وهو من جزء واحد و (على ربى اليمامة) وهو من جزء واحد و(من القائل) من أربعة أجزاء و(معجم اليمامة) من جزئين و(معجم جبال الجزيرة من خمسة أجزاء و(معجم أودية الجزيرة) من جزئين و(معجم رمال الجزيرة) كما قدم العشرات من الكتب الشهيرة التي تعتبر مرجعاً تاريخياً للأدب.
الطفولة والدراسة وأبرز شيوخه

ولد الأديب الراحل في عام 1919 بقرية الملقى، وهي إحدى قرى الدرعية في منطقة الرياض.. وفي سن الطفولة انتقلت أسرته إلى الدرعية وفيها تعلم مبادئ القراءة والكتابة ولازم والده الذي كان على جانب لابأس به من العلم خصوصا في التاريخ والأدب الحديث وكان والده يعمل في النخيل، ومع ذلك لم تشغله المزرعة عن الاستفادة من والده وغيره فقرأ كثيرا من كتب التاريخ والأدب والشريعة، وحفظ أجزاء من كتاب الله الكريم.
ثم أدركته حرفة الأدب فانكب على دراسة أمهات كتبه وبدأ يشدو في نظم الشعر وهو لم يتجاوز الخامسة عشرة من عمره، وبعد أن نال شهادة الثانوية عام 1949 التحق بكليتي الشريعة واللغة بمكة المكرمة, وبرز نشاطه الأدبي شعرا ونثرا على صفحات الصحف والمجلات ولمع اسمه هناك.

وتتلمذ على أيدي الكثير من المشائخ من أبرزهم الشيخ عبد الله الخليفي، الشيخ عبد الله المسعري، الشيخ مناع القطان، الشيخ محمد متولي الشعراوي وغيرهم من علماء الأزهر ونال شهادة من الكليتين في عام 1953.
سنوات حافلة بالعطاء والعمل

عيّن في نهاية عام 1953 مديرا لمعهد الإحساء العلمي فأبدى نشاطا علميا وأدبيا وإداريا لافتا للنظر. وفي عام 1955 عين مديرا لكليتي الشريعة واللغة بالرياض. وفي عام 1956 عين مديرا عاما لرئاسة القضاء في السعودية.

وفي عام 1961 صدر مرسوم ملكي بتعيينه وكيلا لوزارة المواصلات ثم رئيسا لمصلحة المياه بالرياض. وفي عام 1972 قدم عبد الله بن خميس طلبا للإحالة للتقاعد للتفرغ للبحث والتأليف.

وكان عضوا في كل من: مجمع اللغة العربية بدمشق. ومجمع اللغة العربية بالقاهرة. والمجمع العلمي العراقي ومجلس الأعلام الأعلى ومجلس إدارة دائرة الملك عبد العزيز ومجلس إدارة المجلة العربية ومجلس إدارة مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر وجمعية البر بالرياض وهو أول رئيس للنادي الأدبي بالرياض نائبا للأمير سلمان بن عبد العزيز في اللجنة الشعبية لرعاية أسر ومجاهدي فلسطين.
مؤسس الصحافة في نجد

ويعبتر بن خميس من أبرز مؤسسي الصحافة في السعودية، وفي نجد على وجه الخصوص, فأسس في عام 1959 مجلة الجزيرة التي تحولت فيما بعد إلى جريدة يومية. كما له العديد من المشاركات الإذاعية والتلفزيونية ومنها برنامجه الإذاعي الذي استمر لمدة أربع سنوات (من القائل) وبرنامجه التلفزيوني مجالس الإيمان.

ونشرت له الصحافة السعودية والعربية العديد من البحوث والمقالات. وحاز على جائزة الدولة التقديرية في الأدب في عام 1982 كما منح وشاح الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى في الشخصية الثقافية المكرمة في مهرجان الجنادرية السابع عشر وذلك عام 2002م وحصل على وسام تكريم وميدالية من مجلس التعاون الخليجي في مسقط عام 1989 وحصل على وشاح فتح وميدالية من منظمة التحرير الفلسطينية.

كما نال وسام الشرف الفرنسي من درجة فارس قلده إياه الرئيس الفرنسي (فرانسوا ميتران).. وسام الثقافة من تونس قلده إياه الرئيس الحبيب بورقيبة. وغيرها العديد من الجوائز والميداليات والشهادات والدروع التكريمية.

كما يعتبر رحالة من الطراز الأول لأنه قام برحلات واسعة في كل مكان من شبه الجزيرة العربية كاملة مما جعل الكثيرين يجزمون أنه لا يوجد شبر في الجزيرة العربية لم تطأه قدم عبد الله بن خميس كما قام بزيارة لمعظم البلاد العربية من المحيط إلى الخليج إضافة إلى زيارته لبعض البلدان في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية.

العربية نت
Exit mobile version