* ولا يعتقد أحد أننا فرحون أو شامتون، ولكننا فى غاية الحزن، فلقد كنا نأمل أن تتحقق عملية التحول الديمقراطي باقتناع الشرذمة الحاكمة بعد توقيع اتفاقية السلام فى يناير عام 2005 بالديمقراطية منهجاً للحكم، وتنتهى الدورة الشريرة التى انهكتنا كثيراً، وينعم السودانيون بوطن حر ديمقراطي بعد فترة حرمان طويلة وحكم دكتاتوري فاسد، ولكن أراد سدنة المؤتمر الوطني شيئاً غير ذلك بجشعهم وطمعهم وتسلطهم وحبهم للسلطة والمال السايب، فلم يترددوا في وضع كافة العراقيل أمام عربة الديمقراطية منذ أول يوم فى الفترة الانتقالية ولم يسمحوا لها بالسير أبداً، بل عمدوا إلى مصادرتها وتشغيلها لمصلحتهم وخدمة أهدافهم ومصالحهم الشخصية وبقائهم فى السلطة، وتحويل الشعب إلى مجرد وقود لها لتظل دائرة بهم وحدهم بينما يحترق الشعب بداخلها!!
* هذا هو بالضبط ما أراده المؤتمر الوطني من عملية الخداع التى ظل يمارسها باسم الديمقراطية البريئة التى ظل سدنته يلوكون اسمها على ألسنتهم الطويلة، واختتموها أخيرا بمسرحية الانتخابات الهزلية سيئة التأليف والإخراج التى أخذوا فيها دور البطولة المطلقة.. وتركوا للآخرين دور الكومبارس لمساعدتهم فى ممارسة ألاعيبهم الشريرة!!
* تخيلوا.. يريدون من الشعب إما أن يكون وقوداً يحترق من أجلهم .. او كومبارس يسهل مهمتهم فى الخداع والنصب على العالم، ويلون دكتاتوريتهم البغيضة بألوان ديمقراطية زاهية.. ولكن هيهات فقد باء مخططهم بالفشل، فالشعب السوداني صانع أكتوبر وأبريل أوعى بكثير من أن يفعل ذلك، وذا كان قد صبر طويلاً على ظلمهم فلا يعني ذلك أنه قد استسلم لهم، وسيأتي حتما اليوم – وهو ليس بعيداً – الذى يقول فيه كلمته الحاسمة ويستعيد حقوقه المغتصبة على داير المليم!!
* الانتخابات ماتت وأغلق الناس أنوفهم من رائحتها، وغداً سيدفن الجثمان ويهال عليه التراب، ولكن سيخرج علينا بعد أيام قليلة من يعلن نجاتها ونجاحها وإدلاء الناخبين بأصواتهم لصالح المؤتمر الوطني واكتساحه للانتخابات إلا فى بضع دوائر قليلة انهزم فيها (حتى تكتمل المسرحية الهزلية) ويهلل الباشكتبة لمولد الديمقراطية الجديدة.. ديمقراطية التزوير والدم والخم.. ولكن إلى حين، فالشعب.. يمهل ولا يهمل!!
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
10 أبريل 2010