هذه التساؤلات يجيب عليها اختصاصيو الباطنية د. سراج الدين عبدالمجيد بمستشفى الخرطوم التعليمي ود. كامل أحمد بمستشفى الخرطوم بحري.
د. سراج الدين عبدالمجيد.. إختصاصي الباطنية بمستشفى الخرطوم التعليمي يقول: تنتشر في بلادنا العربية وكذلك البلدان ذات الجو الحار أمراض كثيرة يكثر حدوثها في فصل الصيف، ولعل البعض يطلق على فصل الصيف «فصل المتاعب الصحية» فارتفاع درجة الحرارة والتعرض المستمر لتيار المكيفات والمراوح وارتفاع معدلات الرطوبة كلها عوامل تزيد معدل الإصابة بأمراض الصيف وليس هذا فحسب بل إن مشكلة التلوث تزداد بارتفاع درجة الحرارة، لذا لابد من الانتباه لمواجهة تلك الأخطار لحماية صحة المجتمع، ومن المؤكد أن الجو الحار يساعد البكتيريا وسائر الميكروبات المسببة لأمراض الصيف على النمو والتكاثر في درجات مرتفعة من حرارة الجو، كما أنه يسرع فساد المأكولات والمشروبات فتتخمر بسرعة ويزداد حدوث التسممات الغذائىة، ومن أنواع أمراض الصيف الحميات التي تسببها بكتريا أو فيروسات فيشمل أيضاً الإسهالات الصيفية والتهابات السحائي والإلتهابات المعوية والطفيليات المعوية وغيرها من الأمراض، ولأن العدوى بأمراض الصيف تصيب الأطفال بشكل خاص والكبار أحياناً ينصح كثير من الأطباء بضرورة الاهتمام بالنظافة الشخصية والتي تعتبر أهم وسيلة للوقاية من أمراض الصيف ويكون ذلك بتعويد الطفل على غسل يديه ووجهه عدة مرات يومياً خاصة بعد عودته من اللعب خارج المنزل، وقبل تناول الطعام بجانب تجنبه للبقاء تحت أشعة الشمس خاصة في أوقات الظهيرة الحارة حتى لا تصيبه ضربة شمس.
السحائى
كل فصل يتميز بأنواع معينة من الأمراض حسب نوع الميكروبات الموجودة وحسب -د. سراج الدين عبدالمجيد- هنالك ميكروبات تحتاج لجو بارد للنمو وأخرى نموها أقصى وأسرع عندما ترتفع درجات الحرارة، وأمراض الصيف أسبابها الميكروبية عديدة و أهمها النزلات المعوية وتسمم الطعام وأمراض السحائى «الحمى الشوكية» والكوليرا وضربة الشمس، فأمراض السحائي تكثر في الشهور من فبراير الى يونيو «فصل الصيف» ويختفي في بداية فصل الخريف، فالسحائي يأخذ شكلاً وبائياً في كل فترة من الزمن وفي السنوات الأخيرة ونسبة لوعي المواطن والتطعيم المكثف للوباء أصبح أقل خطورة من ذي قبل فمثلا العام 1988م كان مشهوراً بعام السحائي حيث كان الصيف طويلاً والحر شديداً ومن أسباب انتشاره الازدحام في المواصلات والمدارس والمعسكرات والغبار لوجود الميكروب في الهواء وعادة السحائي يصيب الأطفال بصورة كبيرة لأن مناعتهم أقل وهم أكثر عرضة له، ولكن عندما يصاب الكبار ففي هذه الحالة يمكن ان نقول إن السحائي وصل الى مرحلة الوباء بالاضافة الى وصول «2 – 5» حالات للمستشفى وحدوث الوباء يؤدي الى مشاكل كثيرة اجتماعية وصحية واقتصادية، ولتقليل آثار الوباء لابد ان تكون هناك توعية صحية لدى المواطنين والابتعاد عن الزحام وقفل المدارس في فصل الصيف ورش المنازل بالماء والنوم في أماكن متباعدة «للتنفس» بالإضافة الى التطعيم.
أين التطعيم؟
شكاوى عديدة من المواطنين تشير الى عدم تطعيمهم هذا العام من أمراض الصيف خاصة السحائي ويتساءلون لماذا لا توفر وزارة الصحة أمصال السحائي كل عام؟
– د. سراج يقول: من المفترض ان يطعم المواطن ضد السحائى كل عام ويفضل قبل ظهور الوباء، وهنالك نوعان من التطعيم ثلاثي ورباعي ويفضل الرباعي، ومهمة التطعيم تكمن في تكوين الجسم لأجسام مضادة للميكروب وذلك عبر دخول ميكروب حي «غير فعال» أو ميت، وبالتالي فالتطعيم ييساعد على منع المرض، وهذا ما يسمى بالتطعيم الناجح ، كذلك التطعيم يساعد على تقليل الأعراض، أما التطعيم الفاسد فهو الذي لم يستخدم بطريقة صحيحة لأن التطعيم له قوانين معينة لابد من اتباعها. وخطورة المرض تكمن في تسارع المضاعفات الخطيرة كالصداع الشديد والحمى العالية وآلام الرقبة وتصلبها والتشنجات بجانب ارتفاع كرويات الدم البيضاء الصليبية والخوف من الضوء ولتشخيصها لابد من أخذ المعلومات وإجراء الفحوصات بأخذ سائل من النخاع الشوكي وتحليله لأخذ التحوطات لأن هنالك مضاعفات خطيرة يمكن ان تحدث لمصاب السحائى مثل: «الصمم والعمى والدخول في غيبوبة و الشلل بأشكال مختلفة».
بعد التشخيص يقول د. سراج لابد من الاستعجال بالعلاج لتفادي تلك المضاعفات التي تؤدي الى الوفاة في بعض الأحيان فالسحائي مرض خطير إذا لم يكتمل العلاج كما أسلفنا تحدث المضاعفات فبعض الأشخاص يمكن ان يتم علاجهم خلال «48» ساعة ولكنهم إذا لم يكملوا العلاج يبدأ المرض في الظهور مرة اخرى، وهنالك مجموعة من المرضى يكونون أخطر من غيرهم مثل كبار السن ومرضى السكري والأيدز وأمراض أخرى تتعلق بنقص المناعة في الجسم.
ويضيف: في فصل الصيف ونسبة لانتفاخ الأوعية الدموية في الجسم يزداد الاحمرار في الجلد والعين ويحدث الرعاف وكذلك تكثر النزلات المعوية والكوليرا، ففي فصل الصيف يفقد الشخص السوائل في الجسم وهذا يؤدي لإنخفاض في الضغط وزيادة احتمال التجلطات الدموية، وكذلك من مشاكل فقدان السوائل الفشل الكلوي خاصة لمرضى الكلى، لذا تعويض السوائل شىء أساسي لتفادي مثل هذه المشاكل حتى إذا كان الشخص غير عطشان. كذلك من أمراض الصيف ضربة الشمس، فمع الحرارة والعرق يفقد الجسم السوائل ويفقد وعيه «الدخول في غيبوبة»، لذا نناشد المواطنين بتفادي الزحام وعدم الخروج من المنزل إلا للضروريات لأنه إذا لم يوجد سحائي قد يصاب الشخص بضربة شمس وأن تكون الخضروات في صورة صحية بجانب المشروبات تكون محفوظة في درجات حرارة منخفضة حتى لا تتأثر بحرارة الشمس، وعلى وزارة الصحة ان تقوم بدور التوعية الصحية ومراقبة الوضع الصحي عن كثب وتوفير الأمصال كل عام قبل فصل الصيف لأنه إذا حدث الوباء التطعيم بعده لا يجدي «من غير فائدة».
وينصح د. كامل أحمد اختصاصي الباطنية والغدد الصماء بمستشفى الخرطوم بحري بتجنب الزحام في فصل الصيف لوجود عدد من المواطنين حاملي المرض «السحائي» بدون أعراض، ويقول مرض السحائي معدي وتنتقل البكتيريا عن طريق العطس إذ أنها موجودة في اللعاب، لذا لابد من علاجه مبكراً لكي لا تحدث مضاعفات.
سلوكيات خاطئة
حسب الدراسات تعتبر الإسهالات التي تحدث في فصل الصيف تحدث لدى المسافرين، فهي تصيب «20 – 50%» من المسافرين، ومن السلوكيات الخاطئة التي يمارسها الكثير من الناس كثرة تناول المشروبات الغازية عندما يكون الجو حاراً ظناً من شاربها أن ذلك يطفيء عطشه ويغنيه عن الماء والحقيقة غير ذلك لأن المشروبات الغازية ترفع مستوى الضغط وترفع مستوى سكر الدم مما يزيد من الإحساس بالعطش فهو ما يشعر به حقيقة الكثيرون فيطلبون الماء بعد تناول المشروب، ومن المشروبات المفيدة في فصل الصيف التمرهندي والكركدي لأنها تقضي على ميكروبات عديدة بالجهاز الهضمي.
مؤتمر صحفي
لمعرفة التحوطات التي وضعتها وزارة الصحة ولاية الخرطوم لاحتواء أمراض الصيف خاصة «السحائى» أفادتنا إدارة الإعلام بأن المدير العام سيعلنه في مؤتمر صحفي، لذا نرجو من المواطنين حماية أنفسهم من الأمراض باتباع التوجيهات من قبل الأطباء حتى سماع إفادة الوزير.
[/JUSTIFY]
الراي العام