الحركة ترتب لإحداث فوضى بجنوب كردفان حال إعلان فوز هارون

إنسحبت الحركة الشعبية، للمرة الثالثة من إجتماع وفد المفوضية القومية للإنتخابات الذي وصل الولاية أخيراً لإستئناف عمليات العَد والفرز وتجميع النتيجة وإخراجها.
من جانبه وصف بروفيسور مختار الأصم مسؤول الدوائر الجغرافية بالمفوضية القومية للإنتخابات، عضو اللجنة العليا، ما تقوم به الحركة الشعبية في جنوب كردفان بأنّه (فرفرة مذبوح)، وقال لـ (الرأي العام) أمس، إن الإنتخابات في المنطقة سيتم تجميعها من المراكز (بمن حَضَرَ) من الأحزاب السياسية، وإن قرار المفوضية إستمرار العملية بمن وُجد من القوى السياسية، وأوضح الأصم أن قانون الإنتخابات يوضح أن عملية التجميع عملية فنية يجوز حضورها من قِبل الأحزاب، ولكن لا يحتم حضورها. وأكد أن النتيجة المعلنة سلفاً بالمراكز هي المعتمدة، وقال إن النتيجة معلومة لدى الجميع ولا تحتاج لإختلاف الأطراف حولها.
وطالبت القوى السياسية في بيان لها أمس، أطراف العملية في الولاية بالتحلي بالوعي والعمل الجاد لمنع عودة الحرب مرةً أخرى. وقال البيان إن الهيئة العليا لقوى الإجماع الوطني أصدرت قراراً بسفر وفد إلى ولاية جنوب كردفان خلال الأيام المقبلة للعمل على تحقيق التوافق بين الأطراف.
وبحسب (سونا) أمس فإنّ إنسحاب الحركة تمّ على خلفية مطالبة أرنو نقوتولو سكرتير الحركة بفرصة لعرض وجهة نظرهم في بداية الإجتماع، إلاّ أنّ بروفيسور عبد الله أحمد عبد الله نائب رئيس المفوضية، أكد أن الفرصة ستتاح للأحزاب كافة عقب إستعراض المستشار القانوني للمفوضية الإجراءات القانونية التي تتصل بمرحلة تجميع النتائج ومطابقتها، الأمر الذي لم يقبله ممثلو الحركة.
وفي السياق، عبّر محيى الدين التوم نائب رئيس المؤتمر الوطني بالولاية، عن أسفه لإنسحاب الحركة من إجتماع تَمّ بالأمس مع وفد المفوضية والأحزاب، وأَكّدَ محيى الدين لـ (الرأي العام)، أن إنسحاب الحركة (غير مبرر) ويُعتبر (هروباً من الواقع)، وقال: إذا كانت الحركة معترضة أو لديها أيِّ (ملاحيظ) أو أيِّ طعن فلتقدمه بعد إعلان النتيجة الأولية، لأنّ النتائج وقع عليها وكلاء الأحزاب والمراقبين وعلقت النتيجة بإنتهاء مرحلة التجميع من المراكز الـ (555) بالولاية، وأَكّدَ محيى الدين أن حزبه يوافق على أية خطوة تنهي العملية، وقال: (نحن موافقون على أية خطوة ولو قالوا «100» لجنة لإنهاء الأزمة والإستمرار في العَد والفرز وإعلان النتيجة النهائية لتجنيب المنطقة من الإحتقان وتجنيبها الفتن سنوافق عليها).
من جانبه أكد بروفيسور عبد الله أحمد عبد الله نائب رئيس المفوضية القومية خلال إلإجتماع، انه ليس من حق المفوضية أو اللجنة العليا للإنتخابات إلغاء أو إسقاط نتيجة أي من المراكز أو الدوائر، وأوضح أنّ المواد (80 – 82 – 83) من قانون الإنتخابات لا تعطي وكلاء الأحزاب والمرشحين الحق بمشاركة المفوضية في عمليات رصد وتجميع النتائج، إلاّ أنّ المفوضية من باب حُسن النية، وحرصاً منها على إتاحة أكبر قدر من الشفافية والنزاهة للعملية الإنتخابية سمحت بذلك، وأضاف: يحق للأحزاب وأجهزة الإعلام والمراقبين الحضور وليس المشاركة. وأكد عبد الله، أهمية أن تحرص القوى السياسية كافة على التوافق حول إجراءات العملية حتى لا تتطاول المرحلة الحرجة التي تمر بها الولاية، وقال: نريد أن نرفع عن الولاية الضغوط التي تعيشها وإخراجها من حالة الترقب وعدم الطمأنينة التي تحيط بها.
في الأثناء، حمّل تحالف قوى الإجماع الوطني، المفوضية القومية للإنتخابات واللجنة العليا بولاية جنوب كردفان، مسؤولية الأزمة النّاجمة عَن عمليات الفرز ومطابقة النتائج التي عَرقلت إعلان النتيجة نسبةً للخرق الواضح والتجاوز لقانون الإنتخابات وسوء التقدير في كيفية إدارة العملية الإنتخابية، مما خَلَقَ حالة الإحتقان والإرتباك الحالية على حد قولها.
وكَشفَ المنتدى المدني القومي المشارك في مراقبة إنتخابات جنوب كردفان، عن خروقات رصدتها في عملية الإقتراع، أهمها إقتراع (صغار السن)، عدم سرية الإقتراع في عدد كبير من المراكز وتكرار ظاهرة مُتابعة مناديب الأحزاب وبعض موظفي اللجان للناخبين داخل الستار العازل، إضافَةً لسوء الحبر الخاص وسوء إستخدامه، فضلاً عن الإقتراع المتكرر وإنتحال الشخصية. وأشار حسن عبد العاطي الأمين العام للمنتدى في مؤتمر صحفي بإتحاد المصارف في الخرطوم أمس، إلى خروقات في عملية الإقتراع وحوادث أمنية خطيرة رصدت في الصدامات بين قوات الإحتياطي المركزي والجيش الشعبي في مناطق بليلة والفردوس وأم بلايل التي سقط فيها قتلى وجرحى، فضلاً عن المشادات الكلامية والتهديد وممارسة الضغط على الناخبين في عدد من المناطق وتعرض بعض الناخبين للتهديد والتخويف خارج وداخل مراكز، إلا أنه قال: يُمكن القول إنّ العملية جرت بشكل آمن مُقارنةً بالتوقعات وأجواء الشحن التي سبقت العملية، وأضاف أن العملية تميّزت بقدر كبير من الشفافية وإحترام القانون بالرغم من حدوث الخروقات والمخالفات، إلا أن حجمها لا يبرر التشكيك في نزاهة العملية برمتها.
وقال عبد العاطي إن نسبة المشاركة الكلية للإنتخابات بالولاية بلغت (74.5%) من جملة (200) مركز، وسجلت أعلى نسبة للمشاركة في الجبال الشرقية بلغت (67.7%) في المنطقة الغربية (الدلنج)، فيما سجلت منطقة الفولة أدنى نسبة مشاركة (59.7%).
وفي السياق، كشف تقرير المجموعة السودانية للديمقراطية والإنتخابات (سقدي) في تقريرها الأولي لمراقبة الإنتخابات، عن تسجيل مراقبيه حالات شراء أصوات في (3) لجان إقتراع من (90) لجنة إقتراع تمت مراقبتها، وأشارت المجموعة إلى تحسن سَير العملية الإنتخابية بالبلاد، مقارنةً بالإنتخابات السابقة، خاصةً من ناحية المشاركة الفاعلة من الأحزاب السياسية وتحسن إدارة مواد ولجان الإقتراع، وغياب العنف والتهديد رغم أنّ هنالك بعض النواقص في التأخر بتوزيع مواد التثقيف الإنتخابي والإخفاقات في إدارة عملية تسجيل الناخبين. فيما أبدت (سقدي)، قلقها من مما قالت إنها حالات شراء الأصوات والحملات الدعائية داخل لجان الإقتراع.
الراي العام
Exit mobile version