لا تفوتنا الاشارة الى أن حاجة المشتري ناتجة عن خلل ما في حياة المجتمع اليومي ، والخلل لا يستطيع أحدهم حصره أو تحديده بالكم والكيف .فما يكون ايجابياً عند فرد ناتج عن أشياء سلبية من فرد آخر.فمثلاً إذا إنعدم الشخص الذي يقرأ فلن تكون هناك حاجة لإنتاج مثل هذه المواد المقروءة …. وإذا لم يكن هناك مرض في العالم فهل يا ترى نجد مثل هذا الكم الهائل من الأطباء أو هل يتمنى أحدهم أن يكون طبيباً؟.وببساطة شديدة أنظر للشارع فماسح الأحذية يزداد انتاجه عندما تتسخ أحذية الآخرين فيحتاجون للنظافة ، وحتى المجتمع لو صار مثل ما تمناه صمويل مور عندما كتب ما سماه اليوتوبيا لما كانت هناك حاجة للشرطة والسجون… المهم فالمعروض محكوم بالقبول وهذا مسلم به.
لكن النجاح الحقيقي للتاجر أو البائع يظهر في إبداعه عندما يكون هناك العديد من نفس البضائع أمام المتلقي فيفوز أحدهم بذوقهم دون الآخرين من نفس صنف البضائع.
ولنأخذ مثالاً بسيطاً بالنظر إلى قنواتنا الفضائية خاصة في الفقرات التي تقدمها الاناث ، فسوف نلحظ تلك الفقرات عبارة عن منافسة غير معلنة لعدد من ماركات شركات صناعة (التوب السوداني !!)…..الكاتب يستخدم المصطلح الشائع فقط وسط السودانيين وليست بالضرورة إحتكار السودانيات هذه الملابس فهي ملبوسة لدى الصوماليات والموريتانيات والتشاديات والسنغاليات… وما لفت نظري ليس جمال ألوان الثياب لدى مذيعاتنا أو جودة مادة صناعتها ، لكن مصدره فهذه الملابس كلها ليست صناعة سودانية بل إن اشهرها وأغلاها سعراً في السوق تأتي من دولة اوربية… وأستغرب أكثر في أن الأوربيين هؤلاء المبدعين في صنع ثياب تغطي الجسد بالكامل أو تكاد لا يهتمون بصنع سوى ما يغطي الجزء اليسير من أجساد إناثهم!!.
وعلى نفس النمط فلينظر أحدكم إلى أنواع المراكيب المنتشرة فقد صارت أغلبها تأتي من دولة آسيوية أول ما حضروا الى السوق كانوا يبيعون الفكس ثم تحولوا الى محتكري السوق السوداني بانتاجهم اصغر الأشياء التي نحتاجها.
بشكل عام نجد بأن حاجاتنا لم ننجح في معرفتها ، ولذا فهي تأتي من بعيد نقبل عليها بكل فرح.وفي الوقت نفسه فأذواقنا لم نقدر على تلبيتها وعجزنا في تقديرها ……يا ترى نحن بعيدون عن تحقيق إسكات الصوت الناقد لكل ما نقوم به بسبب أننا نقدم ذوقنا على ذوق من نريد عرض الشئ عليه؟.
على كل حال إن تعاملت معك ايها القارئ بأن فكرتي هي الأفضل فمن المؤكد أن فشلي حددته بنفسي ، لكن إذا عرفت الفكرة المقبولة لدى الغالبية منكم فمن المؤكد أنها ستبقى.
لويل كودو – السوداني
8 أبريل 2010م
grtrong@hotmail.com