وفي الشهر الماضي طلب لويس مورينو أوكامبو كبير المدعين في المحكمة الجنائية الدولية اصدار أمر باعتقال البشير لاتهامات بالقتل الجماعي وارتكاب جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية في دارفور قائلا ان جهاز الدولة في عهده قتل 35 ألف شخص بشكل مباشر وما لا يقل عن 100 ألف اخرين بشكل غير مباشر.
وعندما سئل مسؤول بوزارة الخارجية التركية عن احتمال اصدار أمر الاعتقال من المحكمة الجنائية الدولية أثناء وجود البشير في اسطنبول رفض التكهن بكيفية تصرف تركيا ازاء هذا الموقف.
وقال المسؤول “دعي البشير لحضور القمة كزعيم دولة افريقية وليس هناك أمر اعتقال ضده في الوقت الحالي. اذا صدرت أي طلبات فسوف نقيمها في ذلك الحين.”
ولم تصدق تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي على المعاهدة التي تشكلت بموجبها المحكمة الجنائية الدولية ولكنها تتعرض لضغوط لتصبح عضوا في اطار المفاوضات للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.
وربما يستغرق اصدار أمر الاعتقال من قضاة المحكمة الجنائية الدولية أسابيع أو شهورا ولكن لم يحدث قط أنهم توانوا عن اصدار أمر اعتقال بعد طلب الادعاء ذلك. واستأنفت المحكمة أعمالها يوم الاثنين بعد عطلة.
ويقدر خبراء دوليون أن نحو 200 ألف شخص قتلوا وان 2.5 مليون نزحوا عن ديارهم منذ حمل متمردون أغلبهم من أصول غير عربية السلاح في أوائل عام 2003 متهمين الحكومة المركزية في الخرطوم بتجاهل منطقتهم القاحلة. ويلقي السودان باللوم على الاعلام الغربي في المبالغة في حجم الصراع ويقول ان عدد القتلى عشرة الاف.
وقالت منظمة مراقبة حقوق الانسان (هيومان رايتس ووتش) ومقرها نيويورك يوم الجمعة انها “قلقة” من قرار تركيا استقبال البشير الذي من المتوقع أن يعقد اجتماعات ثنائية مع الرئيس التركي عبد الله جول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان على هامش قمة تركز أساسا على الطاقة والتجارة.
وقالت المنظمة في بيان “على الحكومة التركية أن ترفض جهود الرئيس السوداني عمر البشير لضمان تعليق تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية ضده.”
وأضاف البيان “على تركيا أيضا أن تنقل رسالة واضحة وهي أنه يجب ألا يكون رد الخرطوم على التحقيقات هو الانتقام من المدنيين أو قوات حفظ السلام أو عمال الاغاثة الانسانية.”
ومن المتوقع أن يحضر زعماء 40 دولة افريقية القمة التي ستعقد في اسطنبول في الوقت الذي تسعى فيه تركيا التي تعاني نقصا في الطاقة الى الاستفادة من الموارد الهائلة للقارة الافريقية.
وافادت تقارير اعلامية ان رؤساء وزراء اثيوبيا والمغرب والنيجر وتوجو ورواندا واوغندا سيشاركون في القمة.
وتسعى تركيا التي وقعت اتفاقيات مع الجزائر للحصول على الغاز المسال أن تزيد من استثماراتها وتجارتها مع منطقة افريقيا جنوب الصحراء بعد خطوات مماثلة من قوى صاعدة مثل الصين والهند.
ونقلت وكالة انباء الاناضول الحكومية عن وزير التجارة كورساد توزمن قوله ان التجارة بين تركيا والدول الافريقية ارتفعت الى 13 مليار دولار العام الماضي من 5.4 مليار دولار في 2003 .
واضاف انه يعتقد ان التجارة سترتفع الى 50 مليار دولار في 2012 .[/ALIGN]