تقليعة ما منظور مثيلا.. دعوة العريس لـ (حنة ) العروس

ربما بسبب التغيير والتطور المستمر على كافة مجالات الحياة فقد دخلت على تفاصيل الزواج في المجتمع السوداني عادات جديدة لم تكن موجودة من بين العادات وظهر (طقس)آخر لينضوي تحت لواء قائمة (الطقوس) الطويلة والمكلفة في الزواج، وخرجت بعض الأسر على المجتمع بـ (تقليعة) سميت بمستلزمات (الحنة) أي أن أهل العروس يتكفلون بكل ما تحتاجه ليلة (حنة العريس) من(حلويات مختلفة ومواد تموينية وفشار وعطور إضافة إلى الجلابية بملحقاتها) التي يرتديها العريس في الحفل، وذلك ينطبق على أسرة (العريس) فهي أيضا تقوم بذات الأشياء مع زيادة أن العريس يدفع تكلفة الفنان الذي يغني في حفل الحناء ويكون حاضرا لحفل حناء (عروسته) وهذا عرف لم يكن موجوداً.. فالعريس لا يراها إلا يوم الزفاف فقط .. وحتى وقت قريب كان كل واحد من العروسين يقوم بتغطية تكاليف (حنته) منفردا دون مساهمة من الآخر..
بعض الذين استطلعتهم (الرأي العام) حول الموضوع رأوا العمل على عدم استمرار هذه (التقليعة) الجديدة باعتبارها ستبقى واحدة من الأسباب التي يهرب بها الشباب عن الزواج بحجة إنها زيادة تكاليف للزواج والتي يشكو منها الجميع ،وقالوا: يفترض أن يسعى الناس للتقليل منها وسحب الموجود للمساهمة في خفض تكاليف الزواج التي اصبحت (كابوساً) يؤرق كل المقدمين على الزواج، بدلا من العمل على زيادتها بصنع (تقليعات) كل فترة تضاعف أعباء الزواج في ظل ظروف اقتصادية صعبة، وإعتقدت (سهام حسن) ربة منزل أن هذا (الطقس) الجديد الذي انضم لتفاصيل الزواج حتى وقت قريب لم يكن موجودا إلا أن هناك أسراً ميسورة الحال قامت بهذه الخطوة وأخرون قاموا بتقليدها لذلك هي في الطريق لتصير عادة يتبعها الباقون الذين يقبلون على الزواج. ويرى (محمد عوض) موظف أن يتفق الناس على إلغاء هذه المادة من بنود ما قبل يوم الزفاف لنسهل الطريق للشباب المقبل على (العرس) بينما رأت (إحسان الطيب) موظفة من يستطيع أن يصرف على (حنة عروسته) أو العكس فليفعل لأن الزواج فرحة العمر كل يسعى لإقامته بصورة متفردة فيها أنواع من (البهرجة) إن كان (العروسان) يملكان المال الوفير، وقالت: أما الذين لا يستطيعون ذلك فيجب امساكهم عن تقليد هذه المسألة وعليهم أن يختصروا في طقوس زواجهم وقالت:(كل واحد يمد رجلو قدر لحافو).
و أوضحت د.دولت حسن الباحثة الاجتماعية أن السودانيين بطبعهم يقلدون بعضهم في كل شئ ومن أجل أن يتساوى الجميع يحمل البعض ميزانيتهم فوق طاقتها ويصرف الواحد على (الصخب والتفاخر) قبل يوم (الزفاف) الملايين ،و أضافت: مستلزمات (الحنة) صارت واجباً مثل (قولة خير وسد المال وفطور العريس) وصرنا نسمع أن (فلانة) اليوم ستذهب لتقديم احتياجات (حنة العريس أو العكس) وظللنا نرى (العريس) موجودا وسط الذين يشاركون (العروس) حفل الحناء وقالت: هذه بالذات أخذناها من المسلسلات التركية. وقالت:ننادي بتخفيض تكاليف الزواج واختصار ما يتبعه من طقوس إلا أن كلاً يرى أن يقيم (زواجه) بطريقته الخاصة فلامانع من ذلك إلاأن هناك من يقلد وهو لا يملك ما يكفي التكاليف خوفا من أن يسخر منه ،وقالت: أرجو أن يمارس الناس طقوسهم فيما يتعلق بأي شئ في حياتهم بقناعتهم الخاصة بعيداً عن التقليد،وقالت:أنا أقصد مجتمع الخرطوم بطبقاته المختلفة لأن في الأرياف (الزواج) مختصراً للغاية إلا ما ندر.

الراي العام
الخرطوم:خديجة عائد

Exit mobile version