وبالإضافة إلى الحرب الدامية بشكلها التقليدي الدائرة بين جورجيا وروسيا، هناك حرب أخرى خفية تدور بينهما عبر الإنترنت.حيث تتهم الحكومة الجورجية روسيا بأنها قامت بتعطيل مواقعها على الإنترنت بما فيها موقع وزارة الخارجية الجورجية. وبسبب هذا العطل، بدأت الحكومة الجورجية في وضع تقارير وزارة الخارجية على موقع مدونات عام تمتلكة شركة غوغل وعلى الموقع الرسمي لرئيس بولندا، وفق ما ذكرته تقارير صحافية أوروبية وأميركية .
و هناك تقارير تفيد بأن استونيا، التي تورطت في (معركة الكترونية وحرب مواقع انترنت) مع روسيا في شهر مايو من العام الماضي، أرسلت دعما فنيا إلى الحكومة الجورجية. وقد استمرت الهجمات خلال الأيام الماضية ومنذ تفجر الأزمة على مواقع الأخبار الجورجية، وفق ما ذكره جوزيه نازاريو، الباحث الأمني في شبكة آربور.
حيث قال جوزيه بأنه شاهد هجمات ضد موقعين جورجيين على الإنترنت. وقد كانت تلك الهجمات عبارة عن طلبات للحصول على معلومات من أجهزة الكمبيوتر الجورجية التي تمت السيطرة عليها بواسطة شركة اتصالات. وهذا النوع من الهجمات والذي يعرف باسم تشويش الخدمة، يهدف إلى جعل الدخول إلى الموقع غير ممكن. وقد استخدم هذا النوع من الهجمات أول مرة في عام 2001 للهجوم على شركة مايكروسوفت وقد تم التغلب عليه منذ ذلك الحين.
ويقوم بتلك الهجمات عادة مئات أو آلاف من أجهزة الكمبيوتر الشخصية المخصصة لأغراض عسكرية من أجل جعل الدخول إلى مواقع معينة شيئا صعبا أو مستحيلا. وقد كانت هناك مؤشرات بأن كلا الجانبين في الصراع الحالي أو المتعاطفين مع كل منهما متورطين في الهجمات التي تستهدف منع الدخول إلى المواقع على الإنترنت.
ويوم الجمعة تم تنفيذ هجمات تستهدف الموقع الرسمي لحكومة أوسيتيا الجنوبية بالإضافة إلى هجمات ضد وكالة الأنباء الروسية. وقد لاحظ الباحثون في شركة سوفوس للأمن المعلوماتي في انكلترا أيضا تلك الهجمات الروسية وأنه قد تم تدمير موقع البنك الوطني الجورجي واستبدل بصور للأشخاص الديكتاتوريين في القرن العشرين بالإضافة إلى صورة الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي.
وقد ذكر بيل وودكوك، مدير البحث في شركة باكيت، وهي هيئة فنية غير ربحية تعمل في مجال الإنترنت، بأن الهجمات على مواقع الإنترنت ليست مكلفة جدا ولهذا فهي تستخدم في الحرب الحديثة. حيث أنها تكلف 4 بالمائة مما تحدثه الآلة العسكرية، حيث يمكن تمويل حملة حرب كاملة عبر الإنترنت بتكلفة دبابة، ولهذا فمن الحمق عدم استخدام الحرب عبر الإنترنت.
وتعتمد جورجيا على كل من روسيا وتركيا في الاتصال بالإنترنت. كما أن جورجيا، بمساعدة الولايات المتحدة، تضع كابل شبكة ألياف ضوئية تحت البحر الأسود من أجل توصيل ميناء بوتي بالمدينة البلغارية فارنا. وقد كان من المتوقع أن ينتهي إنشاء هذا الكابل في شهر سبتمبر المقبل.
موقع ايلاف [/ALIGN]