* كانت قوى المعارضة تعرف منذ بداية العملية الانتخابية أنها لن تكون نزيهة خاصة مع اصرار الحزب الحاكم على الحد من ممارسة العمل السياسي الحر وفق ما نص عليه الدستور، والابقاء على القوانين المقيدة للحريات واستغلالها فى التضييق الشديد على الخصوم لدرجة منعهم بواسطة الأجهزة الرسمية للدولة من إقامة حملاتهم الانتخابية تحت سمع وبصر مفوضية الانتخابات التى لم يفتح الله عليها بكلمة احتجاج واحدة دعك من إلزام الحزب الحاكم باحترام قانون الانتخابات الذى يجيز الحملات الانتخابية، فأثبتت أنها غيرجديرة بالمهمة الكبيرة التى اوكلت اليها!!
* كانت المعارضة تعرف ذلك ولكنها آثرت التريث فى الانسحاب حتى لا تبدو غير موضوعية وهى تعلن عدم المشاركة من البداية برغم ان الكل كان يعرف ان المؤتمر الوطنى ومفوضيته لن يسمحا بالفوز سوى للمؤتمر الوطنى وبعض الأحزاب الديكورية التى أسسها لتتحالف معه وتجمل صورته القبيحة فزادتها قبحا على قبح بغبائها السياسى الذى لم يسمح لها حتى بالتظاهر بممارسة دور الحليف المستقل، فأجادت ببراعة دور التابع الذليل (قفة) للص للانتهازى الفاسد (على التبريزى) فى المسرحية الرائعة للكاتب المصرى الراحل ألفريد فرج (على جناح التبريزى وتابعه قفة) !!
* انتظرت المعارضة حتى تبين لكل الناس الممارسات الفاسدة بدءا من استغلال امكانيات الدولة وسقوط الالاف من الأسماء من السجل الانتخابى بدون تفسير من المفوضية وإلغاء نصف مراكز الاقتراع لتصبح (عشرة الاف بدلا عن عشرين ألفا) بدون سبب منطقى او تبرير مما يصب فى مصلحة الحزب الذى يستغل امكانيات الدولة الضخمة فى تحفيز ونقل الناخبين الى مراكز الاقتراع البعيدة للادلاء باصواتهم تحت رقابته اللصيقة، ثم كانت الطامة الكبرى بطبع بطاقات الاقتراع فى المطبعة الحكومية بدلا عن بعض المطابع الأجنبية كما جرى عليه الاتفاق من قبل، بالاضافة الى عدم موافقة الحكومة على منح تأشيرات دخول لطياري الامم المتحدة التى كان من المفترض ان تتولى نقل الصناديق من مراكز الاقتراع الى مراكز الفرز، واستبدالها بجهة محلية تخضع لسيطرة الحزب الحاكم، وهما أمران يؤكدان النوايا المضمرة لتزويرالانتخابات ان لم تكن قد زورت بعد!!
* بعد أن تبين ذلك انسحبت المعارضة، وكان لا بد أن بيقى البعض (احزاب المؤتمر الشعبى والمؤتمر السودانى العام والتحالف الوطنى)، لمراقبة وتوثيق الانتخابات وعدم ترك الساحة خالية للمؤتمر الوطنى حتى لا يلعب كما يشاء !!
* ماتت الانتخابات ولا عزاء للمؤتمر الوطنى ، فبماذا يفيد العزاء؟!
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
4 أبريل 2010