ما هو مغزي اطلاق حسن الترابي في هذا الوقت ؟؟

[JUSTIFY]ما إن أطلقت الحكومة السودانية سراح الأمين العام للمؤتمر الشعبي حسن الترابي حتى تساءل كثير من المتابعين عن مغزى ذلك وتوقيته، وما المقصود من ورائه؟

فقد بررت الحكومة اعتقال الشيخ الترابي لدواع أمنية، وبأنها لم تشأ أن تدفع بمبررات جديدة لإطلاق سراحه دون التحقيق معه أو تقديمه للمحكمة تحت أي مادة من مواد القانون السوداني جنائيا كان أو غير ذلك.

بيد أن هذه التبريرات لم تمنع خروج تلميحات حكومية خافتة تشير إلى أن إطلاق الترابي “جاء نتيجة لرغبة وهدف يسعى حزب المؤتمر الوطني الحاكم لتحقيقه وهو إمكانية جمع الصف الوطني قبل 9 يوليو/تموز المقبل الذي سيشهد الإعلان الرسمي لدولة الجنوب الوليدة بعدما اختار مواطنو جنوب السودان الانفصال عن الشمال.

اعتقال أمني
مستشار وزارة الإعلام ربيع عبد العاطي برر إطلاق سراح الترابي برغبة الحكومة في الانفتاح على كافة القوى السياسية السودانية، وسعيها لإشعار الرأي العام بأنه لا ضغوط سياسية يمكن أن يمارسها الحزب الحاكم على الآخرين.

واعتبر أن اعتقال الترابي -من أساسه- لم يكن سياسيا وإنما “إجراء أمني”، لافتا إلى أن الجهات الأمنية ربما اقتنعت باختفاء المهددات الأمنية لتفرج عنه، قبل أن يعود للتأكيد أن ذلك “يأتي في سياق الانفراج السياسي الذي تنشده الحكومة”.

وركز عبد العاطي على أن المؤتمر الوطني يسعى من وراء ذلك للتوافق مع كافة القوى السياسية لجهة التوصل إلى صيغة تحكم فترة ما بعد 9 يوليو/تموز المقبل.

مبررات
غير أن أستاذ الإعلام بجامعة أم درمان الإسلامية محيي الدين تيتاوي أشار إلى عدم وجود مبررات للاعتقال، مما دفع بعض الأصوات في الحكومة وخارجها للمطالبة بإطلاق سراحه لتجاوز فترة الاعتقال وهو المسموح به وفق القانون.

واستبعد أن يكون الاعتقال محاولة حكومية لتخفيف الاحتقان السياسي في البلاد “لأن الأحزاب المتأزمة ليست ذات وزن يمكن أن يجبر الحكومة على تنفيذ متطلباتها”.

وأشار تيتاوي في حديث للجزيرة نت إلى رغبة المؤتمر الوطني في الوفاق الوطني، وهو “ما يتطلب من الأحزاب الأخرى موقفا إيجابيا يدفع باتجاه التسوية السلمية لكافة القضايا”.

الاحتقان السياسي
أما أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم بابكر محمد الحسن فاستبعد أن يكون الترابي العامل الرئيسي في احتقان الشارع السوداني، معتبرا أن نظام الحكم هو من تسبب في ارتفاع درجة الاحتقان السياسي والاجتماعي، “وبالتالي فإن إطلاق الترابي ربما يخفف من حدة ذلك الاحتقان، لكن لن يمنع من تمدده طالما كانت مسبباته قائمة”.

ورأى أن الحكومة “ربما تعتقد أنها بإطلاق الترابي قد تساهم في حدة الاحتقان رغم وجود عشرات المعتقلين من السياسيين والناشطين ممن يمثل بقاءهم في السجن مشكلة إضافية للمشكلات القائمة.

ولم يستبعد الحسن الذي كان يتحدث للجزيرة نت أن تكون الحكومة قصدت بالفعل تخفيف الاحتقان بإطلاق الترابي، “لكنه جاء في وقت غير ما كانت تخطط أو تعتقد”، وخاصة مصادفته لمقتل أسامة بن لادن.

[/JUSTIFY]
Exit mobile version