نسمع كثيرا كلاما من شاكلة: الفلوس مو كل شيء.. الفلوس لا تشتري السعادة، وبالفلوس تستطيع ان تشتري قطعة ارض ولكنك لا تستطيع ان تشتري وطنا، وتستطيع ان تشتري سريرا ولكن لا تستطيع ان تشتري النوم، وتستطيع ان تشتري الدواء ولكن ليس العافية، وبها تشتري الملابس ولكن ليس “الستر”.. من كل هذا نستنتج ان الفلوس ليست ذات قيمة وبالتالي لماذا لا تعطيني فلوسك؟ بلا وطن بلا نوم بلا بطيخ!!
الفلوس لا تشتري السعادة؟ حلو!! زين!! ولكن هل يشتري الفلس السعادة؟ لا سعادة مع الفقر، فارحموا أنفسكم من الكليشيهات والمعلبات التي تقلل من قيمة وجدوى المال، مثل “تجري جري الوحوش، غير رزقك ما تحوش!!” كلام ظاهره الحكمة وباطنه دعوة للخمول والتواكل (وليس التوكّل).. سواء جريت مثل الوحوش او التيوس فلن أحوش غير رزقي المقسوم، ولكن الرزق لا يجري وراءك بل انت الذي ينبغي ان تجري وراء الرزق، وكلما جريت وتعبت واجتهدت كسبت مالا أكثر، ووفرت لنفسك ولمن تعول خدمات طبية وتعليمية واجتماعية أفضل.. ومرة أخرى أناشد اي شخص يرى ان الفلوس لا تعني شيئا أن يرسل لي ولو فوتو كوبي من الفلوس التي عنده لأنني أعتقد ان الحياة كابوس بدون فلوس.
المشكلة هي ان ابن آدم لا يعرف الشبع من الفلوس، عندما حصلت على راتب 4000 في اول عهدي بالخليج، حسبت نفسي روكفلر الشرق الاوسط (كان الرجل الوليد بن طلال ذلك الزمان)، وبعد أن ارتفع الراتب الى 14000 كان البطر قد أصابني وصرت أشكو من هزال الراتب “الذي لا يليق بكفاءتي ومركزي”.. الله يرحم!! مشكلة معظم الناس مع المال تكمن في انهم لا ينظرون الى ما عندهم بل الى ما هو عند الآخرين: عندي سيارة جديدة وبيت ملك حر وزوجة فور ويل وفل اتوماتيك وعيال متعلمين ورصيد لا بأس به في البنك لا حاجة به الآن.. بس يا خسارة.. سعدون عنده عمارة وزوجتين إحداهما موديل جديد وعنده حسابات في ثلاثة بنوك.
دعك من سعدون يا تعسون وافرح بما عندك.. في عالمنا المعاصر 2000 مليون شخص متوسط دخلهم في اليوم اقل من دولار واحد.. وأنت أيها القارئ لست منهم (بإذن الله).. احمد ربك واجتهد لزيادة ما عندك ولكن قبل كل شيء استمتع بما هو عندك سلفا، وطح في روكفلر وهتلر وبيل غيتس ووارين بفيت ونانسي عجرم (تكسب في ليلة واحدة ما لا أكسبه في سنتين ولذا أحقد عليها).
أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com