لم يرأف القضاء بذلك المتسكع الطفيلي بسبب ملامحه البريئة، أو لكون سيرته عطرة في مجالات أخرى، ولكن فقط لأنه كان يساوي 3 جعافر ونص.. فقد كان يزن ربع طن والطن فيه الف كيلوجرام.. يعني حرام أن يدخل 3 جعافر ونص السجن بسبب عدم دفع توماس لتذاكر الحافلات.. قالت القاضية إن الرجل سيتعرض للسخرية ويصبح مادة للتندر بين السجناء وفي هذا قسوة لا مبرر لها عليه، وبهذا يكون توماس أول شخص في العالم يتفادى العقاب القانوني، بسبب وزنه اللا قانوني! انظروا كيف غلبت تلك القاضية العقل والعاطفة الإنسانية على القانون.
في مدارسنا يا ويل الطالب البدين، فلا زملاؤه ولا مدرسوه يرحمونه: يا دب.. يا بغل.. يا خروف استرالي.. وواقع الأمر ان معظم البدناء ليسوا سعداء بضخامة أجسامهم، ويحاول الواحد منهم عدة مرات في السنة فقدان بعض الكيلوجرامات.. ثم يسترد ما فقده من وزن.. وزني – مثلا 140 – كيلو وبعد الحمية والرياضة لخمسة أشهر فقدت عشرة كيلوجرامات.. سو وات؟ صار وزني 130 كيلو؟ من سيلاحظ ذلك؟ يللا خليها على الله! والشاهد هو ان البدانة المفرطة مرض، وليس من اللائق جعل المريض او المرض مادة للضحك.. حتى الإفراط في الأكل “مرض” وليس مجرد نهم وشره بل يندرج تحت ما يسميه الطب النفسي الاضطرابات اللا إرادية لcompulsive disorders ومن بينها البوليميا وهو شره الطعام الذي يعقبه القيء المتعمد ونقيضه الـ “أنوركسيا” وهي حالة نفور من الطعام تصيب من يقسون على أنفسهم في اتباع الحمية/الرجيم حتى يصابوا بالهزال التام ويعقبه الموت الزؤام.
هناك بالطبع بدناء لا يستحقون التعاطف لأن بدانتهم ناجمة عن “اللطاخة”.. وهذا النوع من البدانة متفش بين النساء اللواتي يفتقرن الى الحس الاجتماعي: تصحو الواحدة منهن وتشرب “جك” شاي ومعه بسكويت ورغيف.. وبعد نحو نصف ساعة تضع حولها في السرير كل ما هو صالح للأكل في البيت وتظل “تقزقز” ما بين الوجبات الرئيسية.. ولو وجدت من يزودها بقسطرة لما ذهبت الى دورة المياه.. لا تعزي الآخرين في موتاهم ولا تشاركهم أفراحهم لأنها لا تحب الحركة.. فينتهي بها الأمر وهي تشبه فرس النهر من حيث الشكل والطباع.
أخبار الخليج – زاوية غائمة
jafabbas19@gmail.com