القاتل الخفي!!

[ALIGN=CENTER]القاتل الخفي!! [/ALIGN] اوردت صحيفتنا أمس الأول النبأ التالى:
* (وسط اجراءات امنية مشددة وانتشار شرطي كثيف، برأت محكمة جنايات بحري العامة أول أمس عشرة من منسوبي الشرطة المتهمين بقتل اثنين من المواطنين داخل حراسة أمن المجتمع بالحاج يوسف الفيحاء من تهمتي الاشتراك الجنائي والقتل العمد تحت المادتين (21- 130) من القانون الجنائي وامرت باطلاق سراحهم فورا).
* واوضح قاضي المحكمة مولانا جمعة خميس في حيثيات الحكم بعد أن قدم سردا مطولا لوقائع القضية التي وصفها بالشائكة أن (جميع البينات اكدت واقعة ضرب المجنى عليهما مما سبب وفاتهما وذلك استنادا لما اجمع عليه اربعة من شهود الاتهام الذين افادوا بأن المجنى عليهما تعرضا للضرب الشديد في مكان القبض عليهما وكذلك داخل نقطة بسط الأمن الشامل ومكتب مكافحة المخدرات بالحاج يوسف)، واشار الى ان واقعة الضرب اكدتها ايضا (افادات بعض شهود الدفاع الذين اكدوا ان المجني عليهما تعرضا للضرب داخل حراسة امن المجتمع)، مبينا ان تلك الافادات تفيد بأن هناك احتمالا آخر بحدوث الضرب من أشخاص غير المتهمين الماثلين أمام المحكمة، مضيفا ان الاتهام فشل في تقديم بينات فوق مرحلة الشك المعقول، موضحا ان ذلك جعل المحكمة تستند على المبدأ القانوني بتفسير الشك لمصلحة المتهم.
* (وكان تقرير الطبيب الشرعي دكتور عقيل النور سوار الدهب كشف أن سبب وفاة المجنى عليه الاول محمد الجيلي يتمثل في الرضض الدماغي نتيجة لإصابته بآلة صلبة مزدوجة بصورة متكررة، فيما ارجع سبب وفاة المجنى عليه الثاني بابكر سليمان إلى الهبوط الحاد في الدورة الدموية نتيجة للفشل التنفسي جراء الضرب الشديد المبرح المتكرر في مساحات واسعة من جسمه مما ادى إلى شرود دموي لتهتك الانسجة وهروب الدم إلى تحت الجلد، مشيرا إلى ان القتيلين تعرضا للتعذيب بالضرب الشديد المبرح بأداة وصفها بالقوية والصلبة تشبه الخرطوش المقوى أو السوط أو “البستونة”، مشيرا إلى ان المعروضات التي أمام المحكمة من عصى وسياط وخراطيش يمكن ان تُحدث الاثر الموجود على جثماني القتيلين، وذكر سوار الدهب ان حجم وشكل ولون الاصابات يوضح انها حدثت في فترة لا تتجاوز الاربعة أيام من تاريخ الوفاة).
* (يذكر ان المجني عليهما اوقفا من قبل شرطة مكافحة المخدرات وأودعا حراسة أمن المجتمع بالحاج يوسف الفيحاء في مارس من العام قبل الماضي وتوفيا داخل الحراسة، وتشير “السوداني” إلى أن المتهمين الذين تمت تبرئتهم هم: يحي عبدالمجيد، عبدالفضيل محمد، إسماعيل محمد أحمد، فرانسيس دينق مشار، ياسر علي رحمة، عثمان إبراهيم، محمد أحمد، عبدالعاطي عمر، عاطف أحمد، محمد إبراهيم حمدان). إنتهى.
* بهذه الحيثيات برأ قاضي المحكمة المتهمين الذين مثلوا أمامه، ولكنه في نفس الوقت أثبت بما لايدع مجالا للشك وقوع جريمة التعذيب والقتل داخل مبانى تابعة لجهاز الشرطة، فمن الذي ارتكب الجرم؟!.

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

31 مارس 2010

Exit mobile version