وأوضح جمال سالم المتحدث باسم الثوار في حديث هاتفي من
المدينة مع رويترز “مصراتة حرة انتصر المعارضون من بين قوات القذافي من قتل وآخرون يفرون”.
وبعد الإعلان عن الانسحاب قالت مصادر طبية بالمدينة لرويترز إن 10 قتلى سقطوا في قصف لمصراتة.
جاء ذلك بعد أن أعلن نظام القذافي في وقت سابق عن انسحابه من المدينة في الوقت الذي قصفت فيه طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) عدة مناطق في ساعة مبكرة من صباح السبت بينها العاصمة طرابلس والزنتان.
وقال نائب وزير الخارجية الليبي الجمعة إن الجيش سينسحب من مصراتة المحاصرة وسيترك أمرها للمواطنين وللقبائل القاطنة حولها، وعزا عدم نجاح عمليات الجيش في المدينة التي تبعد 200 كلم عن العاصمة طرابلس إلى القصف الذي تنفذه قوات التحالف.
وأضاف خالد الكعيم للصحفيين أن الجيش التقى القبائل المحلية التي ستحاول التحدث مع المعارضين أولا، وإذا أخفق الحوار فستقاتل القبائل الثوار في مصراتة. وذكر أن القبائل أبلغت الجيش بأنه إذا لم يستطع القيام بذلك فستقوم القبائل بهذه المهمة.
وقال أيضا إنه يوجد الآن إنذار نهائي للجيش الليبي، وإذا لم يمكنهم حل المشكلة في مصراتة فسيتحرك الناس من المنطقة. وأضاف أن القبائل المحيطة بالمدينة وبقية الأهالي سيتصرفون هناك وليس الجيش الليبي.
وذكر جندي مصاب تابع لكتائب القذافي أسره الثوار في مصراتة السبت أن الجيش تلقى أوامر بالانسحاب من المدينة أمس.
وقال المتحدث باسم النظام الليبي موسى إبراهيم الخميس إن ليبيا بدأت في تسليح وتدريب القبائل حول مصراتة.
ويقيم الثوار في مصراتة عشرات نقاط التفتيش ويشددون الرقابة على دخول الآليات إليها بعد اكتشافهم متعاونين مع كتائب القذافي تسللوا بأسلحتهم. الإجراءات الجديدة تشمل منع دخول المدينة بعد ساعة معينة إلا بإعطاء كلمة السر أو بطاقة مرور خاصة.
في السياق ذاته قالت مصادر للجزيرة نت إن الثوار بالمدينة شنوا معركة لتحرير مستشفي مصراتة المركزي الذي تتمركز فيه كتائب القذافي.
وأضافت أن عدد المصابين بلغوا أمس الجمعة -وفقاً للجنة الطبية- 13 جريحاً إلا أنه لم يسقط قتلى بالمدينة منذ عدة أيام.
وذكرت المصادر أن ثوار المدينة صدوا محاولة الكتائب للتوغل مرة أخرى بشارع طرابلس، كما تمكنوا من تحرير كوبري طرابلس من ناحية المدخل الغربي. وتمكن الثوار أيضا من إجلاء عائلة مغربية من شارع طرابلس الذي تدور فيه معارك شرسة مع الكتائب.
وقد أكد رئيس بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر سايمن بروكس أن الوضع الإنساني يتدهور في مصراتة المحاصرة منذ نحو شهرين. وأضاف أنه يتعذر حاليا الحصول على الماء.
وتقدر مصادر صحفية ودولية عدد ضحايا مصراتة بالمئات، إلى جانب الآلاف من النازحين. وقد نجح الثوار في تصوير عملية إجلاء عائلة مغربية حاصرتها المعارك وسط هذه المدينة 34 يوما.
غارات الناتو
في الوقت نفسه قصفت طائرات الناتو عدة مناطق في ساعة مبكرة من صباح السبت بينها العاصمة طرابلس والزنتان جنوب غربيها مما أسفر عن مصرع خمسة أشخاص وجرح ثلاثة آخرين وفق مسؤولون بنظام القذافي.
وأكد مراسل الجزيرة في بنغازي وقوع عدة غارات من طائرات الناتو على عدة مناطق، منها استهداف رتل لكتائب القذافي كانت تحاول الالتفاف نحو حقل نفطي في أجدابيا لقطع أحد الطرق.
وقالت مصادر للثوار للجزيرة إن الناتو قصف الرتل المؤلف من 21 سيارة ذات دفع رباعي عند الشريط الساحلي المطل على البحر ما بين منطقتي الزويتينة والسويحات بأجدابيا، وهناك أنباء عن تدمير الرتل بالكامل.
وأضافت أن كتائب القذافى قصفت بالراجمات المنطقة بين الزويتينة والبوابة الغربية وقرية الفالوجا بأجدابيا وسط أنباء عن وقوع جرحى.
قصف الزنتان
من جانبها قالت وكالة الأنباء الليبية إن الناتو شن مساء الجمعة غارات على مدينة الزنتان جنوب غرب طرابلس، حيث تتكثف المواجهات مع الثوار الذين يسيطرون على أماكن عدة من المنطقة.
وأفادت الوكالة بأن موقعين مدنيين بمنطقة الزنتان تعرضا مساء الجمعة “للقصف العدواني الاستعماري الصليبي” مما أدى لمقتل شخصين وجرح ثلاثة آخرين.
ولم توضح الوكالة التي أوردت المعلومات نقلا عن مصدر عسكري طبيعة الأهداف التي تعرضت للقصف بهذه المنطقة الواقعة على بعد نحو 150 كلم جنوب غرب طرابلس.
ويقول سكان المنطقة إن حدة المعارك تصاعدت الأيام الأخيرة بالمنطقة مع محاولات كتائب القذافي المتمركزة عند الجبل قطع الاتصالات بين مختلف أرجاء هذه المنطقة الجبلية التي ثارت منذ انطلاق الاحتجاجات ضد النظام.
وتمتد المنطقة على أكثر من 150 كلم بين يفرن شرقا ونالوت إلى الغرب قرب الحدود التونسية، حيث سيطر الثوار الليبيون صباح الخميس على معبر وازن-ذهيبة، أحد أبرز المعابر الحدودية الليبية بين ليبيا وتونس.
[/JUSTIFY]الجزيرة نت