وأوضح الوزير خلال برنامج (حتى تكتمل الصورة) بالنيل الأزرق أمس الأول، أن التدخل العسكري يظل خياراً ثانوياً، وأكد: لكننا حريصون على إستنفاد السلام. ووجه لهجة تهديدية واضحة لحكومة الجنوب، وقال: (ارفعوا أيديكم عن دارفور وطلعوا المتمردين). ووصف حسين، إنفصال الجنوب بأنه أكبر فاتورة دفعها السودان من أجل السلام والتعايش، وقال إن مشكلة الجنوب ليست مع الشمال كما يتصور البعض، وإنما مع نفسه، وقال إن الصراعات في الجنوب قبلية ولا توجد مؤسسات دولة.
وحول المشاكل الحدودية والحزام الأمني وغيرها من القضايا المرتبطة بالتعايش بين الدولتين، قال وزير الدفاع: نحن أبدينا حسن النية والوضع غير طبيعي الآن. وأضاف أن الحدود السودانية – الجنوبية طويلة جداً تصل إلى (2170) كيلو متراً، مما يصعب عملية حراستها، لكنه قال إن لدى السودان مشاكل حدود مع دول أخرى لكنها لم تكن سبباً في الحروب أبداً.
وحول أوضاع الجنوبيين في الجيش الشمالي، قال إننا سوف نكرمهم بأفضل وجه ونعيدهم إلى أهلهم سالمين، لكنه تحفظ على عملية إستيعاب الشماليين من جيش الحركة الشعبية في القوات المسلحة الشمالية، وعاد للقول: يمكن أن نستوعب البعض منهم في القوات المسلحة. وحمّل عملية تنظيم أوضاع أبناء الشمال العائدين من جيش الجنوب للشمال إلى الدولة ككل، وأبعد المسؤولية بشكل مباشر عن وزارته، وقال إن بعضهم مدنيون وليسوا عسكريين، كما أن الأرقام بشأنهم متضاربة، وقال: نحن في الشمال لدينا حوالي (20) ألف جنوبي في الجيش، لكننا لا نعرف عدد الشماليين في جيش الجنوب. وأشار إلى أن الشعبية مارست عملية تضليل للشمال بشأن الأرقام، وفي الماضي كانت تتحدث عن أعداد كبيرة، واليوم تضاءل العدد بالنسبة لهم.
وعن الوضع في دارفور، أكد أنها آمنة بنسبة (90%)، وقال إن هذه النسبة كافية. وأضاف أن سكوت غرايشون المبعوث الأمريكي السابق هو الذي أكد على النسبة (في مقابلة له معي قبل إنتهاء مهمته، وقد رددت عليه بالقول: هل نيويورك آمنة بنسبة (90%)؟. وأكد الوزير، أن جوهر الأزمة في دارفور ما زال يتعلق بالتدخل الغربي ومحاولة عكس الصورة بشكل سلبي، ولخص قوله بأن المشكلة هي (الدول الغربية التي تصر على أن هناك مشكلة). وقال إن القوات المتمردة في دارفور تضاءلت قوتها الميدانية بشكل واضح، وأبدى عدم تخوفه من دخول سلاح للسودان عبر ليبيا، وأكد أنهم يراقبون الحدود بصورة كبيرة رغم إقراره بصعوبة العملية بشكل كلي، وقال: (لحد كبير يمكن أن تضبط الصحارى). وأشار إلى تعاون بين السلطة الليبية وحركة العدل والمساواة، وقال إن الثوار في ليبيا وجدوا معسكراً في الكفرة للعدل والمساواة ولم يمض في توضيح مستقبل الحركات المسلحة إثر الثورة الليبية. وعن موضوع إستقالته إثر قصف بورتسودان كما نادى البعض في منابر مختلفة، قال وزير الدفاع إنه واثق في نفسه تمام الثقة، والأمر متروك لرئيس الجمهورية (أما أنا فأعرف ماذا أفعل). وأكد زيادة التعزيزات العسكرية في بورتسودان وسواكن ومراجعة الإجراءات العسكرية بشكل عام والوجود الأجنبي والمنظمات العاملة بالمنطقة، ولم يكشف جديداً بخصوص حادث بورتسودان، وقال إن الأمر لا يزال في صورة تحرٍ. وعاد الوزير لتأكيد الوجود الإسرائيلي في الجنوب، وقال إن الجنوبيين أنفسهم لم ينكروا مسألة علاقتهم مع إسرائيل. ونفى وجود ذخيرة أو متفجرات مخزنة داخل الخرطوم، ونفى أن تكون المباني الحديثة لوزارة الدفاع أخذت من ميزانية القوات المسلحة ودعمها اللوجستي. وأشار إلى أن وزارة الدفاع لها هيبتها ومن المفترض أن تكون لها مبان تعكس هذا المضمون، وأكد أنه في الماضي كان يستأجر مكتباً بقاعة الصداقة لإستقبال وزراء دفاع زائرين لأن مباني الوزارة لم تكن مناسبة.
[/JUSTIFY]
صحيفة الرأي العام