فكم عدد المرات التي أحسست فيها بالألم بسبب غضبك وخوفك وغيرتك والرغبة في الإنتقام. وهذه هي السموم التي تدخل عقلك الباطن. عند إرسالك أنماط عن التفكير النفعم بالحياة والجمال والكمال إلى عقلك الباطن، فإنك بهذه الوسيلة تطمس الخيالات السلبية وأنماط التفكير الكامنة في عقلك الباطن والتي هي السبب وراء مشاكلك. فلا يظهر شيء على جسمك إلا إذا كان هناك تفكير ذهني متساو أولاً في عقلك. وعندما تغير عقلك بإعطائه جرعة متواصلة من التفكير الإيجابي فإنك بالتالي تغير جسمك. إن عقلك الباطن هو عامل البناء لجسدك وهو دائماً يعبر، ويظهر، ويفرز كل شيء، وفقاً لتفكيرك المعتاد وتصوراتك وخيالاتك الدائمة. ومثلما تأخذ المياه شكل الأنبوب لكي تتدفق من خلاله، فإن مبدأ الحياة فيك يتدفق من خلالك بشكل منسجم وبهدوء وسلام ووفرة مفعماً بالحياة والصحة والحيوية، والنشاط والإلهام والرفاهية. وهو يستجيب بنفس الطريقة التي تعتقد بها. من هنا يمكن القول أن من أكثر مجالات البحث إثارة للإهتمام في حقل الشفاء الذاتي ( التلقائي ) مجال العقل، الذي يركز على دور الذهن في تسريع عملية الشفاء عن طريق تقوية الجملة المناعية. لقد إستبعد هذا المجال في السابق وإعتبر وهماً لا يستطيع الصمود للواقع، إلا أنه قد تم التسليم بوجود دور هام للعقل مساعد على الشفاء.
والحقيقة أن فرعاً جديداً هاماً قد إستحدث مؤخراً هو ” علم المناعة النفسية العصبية Psychoneuroimmunolgy “. وقد ثبت أن للكثير من المواد الكيمائية تأثيراً على الجملة المناعية، مسببة للإنسان أحاسيس شتى من بهجة أو جزء…الخ. وهناك أدلة آخذه في الإزدياد، بأن للحالات النفسية والروحية للإنسان تأثيراً يمكن أن يحدث تبديلاً على مسرى المرضي في الإنسان. في هذه المناخات يأتي هذا الكتاب الذي يتناول بطريقة علمية تجليلية مع إيراد أمثلة حية حول الشفاء الذاتي بقوة العقل الباطن.
neelwafurat.com