وأكد عبد الرحيم، في حوار معه نشرته صحيفة “الأخبار” في عددها الصادر الاثنين، أن الأمام الشعراوي كان يحترم الحاكم ولكنه لا يسكت على الظلم ، والعلاقة مع الرؤساء اختلفت فاذا كان الحاكم جيدا كانت العلاقة معه جيدة فبالنسبة للرئيس محمد نجيب فقد تدخل الامام للإفراج عنه وعندما تولى عبد الناصر كان مشغولا بأمور الدعوة في داخل مصر وخارجها، وبالنسبة للرئيس السادات، قال إن علاقة الامام بالسادات كان فيها احترام متبادل دائما ، وقد تولي الشيخ في عهده وزارة الاوقاف ولكن عندما اكتشف الشيخ طبيعة مطبخ السياسة الذي لايطيق وجود الدين ترك الوزارة.
وبالنسبة لعلاقة الشعراوي بالرئيس السابق مبارك، قال إن من حوله كانوا يسيطرون عليه ويقولون له الائمة كثيرون ، كما كان يريد استخدام الائمة في اصدار فتاوي لصالحه ، فابتعد عنه ، ولذلك فقد امرت سوزان مبارك صفوت الشريف بمنع اذاعة حلقات خواطر الشعراوي ، لانه لم يكن يذهب للحاكم او يطاطي له.
وقال إن الامام الشعراوي التقي مع الرئيس عام 1995 منذ 15 عاما خلال مشاركته في زيارة قام بها وفد من علماء الدين الإسلامي والمسيحي في مصر لمبارك، لتهنئته على نجاته من محاولة اغتيال في ” أديس أبابا ، وكان مريضا ولكن وزير الاوقاف الح عليه وقتها في الحضور، فذهب وكان الوحيد المسموح له بالحضور متاخرا والانصراف مبكرا نظرا لظروفه الصحية ، وهناك وضع يده على كتف الرئيس ناصحا له وفسر المقربون من الرئيس ذلك بانه محاولة استهزاء رغم انها كانت طريقة نصح، وسألوه “كيف تلمس الرئيس”، فقال لهم انه مثل ابني.
وقال حينها الشعراوي خطبته الشهيرة على الملأ والرئيس مبارك ورجال الدين الاسلامي والمسيحي بجواره.
وقال إن عائلة الشعراوي لم تنضم إلى السياسةحسب نصيحة الامام، وتابع قائلا ” فاذكر والدي عندما كانت شابا كان يقول لي “ابعد عن السياسة اليومين دول لانها مغرضة “..أما هو فقد كان وفديا قديما عندما كان الحزب قويا وله اهداف واضحة عادلة..وعندما قام العسكريون بثورة 1952 لنفس اهداف الحزب فضل الإمام الانسحاب من الوفد لترك الفرصة لصناع الثورة وقال طلقت السياسة بالثلاثة.
واعتبر أن من يرى ان الدين والسياسة متعارضان، قصير النظر من يقول “افصل الدين الاسلامي عن السياسة ” فالإسلام دستور، والسياسة والدين جناحان للوصول للكمال اي نحو الله والقرآن يشمل كل نواحي الحياة فقد” جمع فأوعي” ..ولكن العيب ان نفهم خطأ مفهوم الدين الإسلامي ..فمن يسمون مثلا أنفسهم “بالسلفيين” هم ابعد مايكون عن السلف الصالح المحصور اصلا في 3 اجيال هم الصحابة والتابعون لهم” فالمسمي اصلا خاطئ.
وتابع أن والشيخ الشعراوي كان يقول اريد ان “أُحكم بالاسلام لا ان أحكم انا بالاسلام”، ويوضح انه ” إذا تحول الأمر لاستغلال الدين لغرض ما تنتفي بذلك المصلحة العامة وتحل مكانها المصلحة الخاصة ولذلك فاستخدام الشعارات الدينية للوصول للحكم مرفوض.
محيط