” يا ساتر.. زميلنا العزيز مصطفى الآغا قال في الفقرة الأخيرة من زاويته «كلمتي.. تحت عنوان صح لسانك» يوم الخميس 4 مارس الجاري «قد اختلف معك في الرأي.. ولكني مستعد لدفع حياتي كي تقول رأيك».. الله أكبر.. الحياة مقابل الرأي.. يا زميلنا الآغا، أكثر من ثلثي العالم العربي والاعلام الناطق بلغة الضاد بلا رأي.. وان تحدثوا فهم يظهرون غير ما يبطنون.. فلمن ستضيع عمرك؟ لا تندفع وتصدق المتنبي عندما قال:
الرأي قبل شجاعة الشجعان.. هو أول وهي المحل الثاني
فاذا هما اجتمعا لنفس مِرةٍ.. بلغت من العلياء كل مكان
الآن الرأي الصادق والصريح.. أمر غير مريح.. لم يعد للرأي والنقد مكان في زمن الرياء هذا.. «أهو كلام.. ياعبدالسلام».
إلى هنا وينتهي كلام الزميل جاسم الذي أتفق معه في أنّ هناك نسبة معقولة تعمل في الإعلام العربي بلا رأي وإن هي تحدثت أظهرت غير ما تُبطن .. ولكن هل يحق لنا أن نتساءل لماذا هم يفعلون ذلك ؟؟؟
الجواب قد يكون جارحا من وضوحه ( وغباشته لمن لايُريد أن يرى ) … فبعض الدول العربية لا تعترف بالرأي الآخر وتمارس السلطوية والقمع على أبنائها ولهذا يكون الإفصاح عن رأي حر شبه مستحيل وتبعاته غير محمودة العواقب …
وهناك دول تعترف بالديموقراطية ولكن ليس على المتنفذين وأبناء ( النخب الحاكمة أو السلطة ) الذين مارسوا مهام رياضية قيادية ومن الطبيعي أن يخاف الإعلامي على لقمة عيشه إن هو إنتقد من بيدهم الحل والربط في كل شئ … علما أنني أكثر من مرة كتبت وقلت إن المسؤول أو إبنه أو القريب من العائلة الحاكمة أو المالكة إن إرتضى لنفسه أن يعمل في الشأن العام فعليه أن يقبل تبعات هذا المنصب والنقد الذي يستتبعه كشخص مسؤول وليس كواحد من ( أولي الأمر ) ….
إعلاميونا يخافون لأنه لايوجد هيئة أو مؤسسة أو منظمة صحفية أو إعلامية حقيقية تحميهم وتدافع عن حقوقهم وتذهب للمحاكم نيابة عنهم … هم يخافون لأن تفنيشهم لا يخضع لقوانين بل لأمزجة بعض أصحاب القرار ….
وهنا أختلف مع زميلي جاسم بأن هناك دولا تستطيع أن تقول فيها رأيك بكل حرية وبدون خوف ( اللهم إلا إذا كان الإعلامي أو الصحفي أصلا صاحب أجندة خاصة ) مثل مصر و كويتنا الحبيبة بلد الزميل جاسم وايضا قطر التي تسمح بمساحات هائلة من حرية الرأي حتى ولو تعارضت مع المطبوعة التي يصدر الرأي منها … ولهذا فلا عذر للمجاملين الذين يمكن أن يتحولوا لمنافقين والذين لوثوا مهنة الصحافة والإعلام لأنهم بالأساس ليسوا اصحاب قضايا شريفة بل أجندات رخيصة تتلون وتتغير حسب أهوائهم ومصالحهم الشخصية ….
هل نحن بلا رأي ؟؟؟
سؤال نطرحه للنقاش في زمن عزت فيه الشفافية …. وأشكر زميلي العزيز وأستاذي جاسم أشكناني على فتح باب الحوار في مسألة يجب أن نتوقف عندها كثيرا إن اردنا لإعلامنا أن يكون فعلا … سُلطة رابعة بضم السين وليس سَلطة بفتحها …..
مدونة مصطفى الآغا – MBC
Agha70@hotmail.com