والتى تمثل أحسن الدواعي لاستخدام حبوب اللقاح, ويقصد بالشيخوخة المبكرة حدوث مظاهر الشيخوخة قبل الوصول إلى المراحل المتقدمة من العمر، فقد يكون الإنسان فى مراحل الشباب من العمر ولكن تبدو عليه مظاهر العجز والشيخوخة التى يفترض ظهورها فى مراحل أخرى متقدمة من العمر, وقد يكون ذلك بسبب ظروف صحية أو اقتصادية كسوء أو نقص فى التغذية، أو بسبب الإرهاق والإجهاد الذهنى والتوتر العصبى , ويعتمد ذلك إلى حد كبير على الظروف المحيطة بالإنسان والبيئة التى يعيش فيها.
ومن مظاهر هذه الشيخوخة المبكرة حدوث ما يعرف باسم التراجع البصرى ويقصد به تيبس عدسة العين، وبذلك يصبح من الصعب عليها أن تتشكل وتغير من درجة تحدبها وتكيفها تبعاً لانقباض العضلة التى تتحكم فى هذا وتسمى بالعضلة الهدبية.
أما تخلخل العظام فهو حدوث تخلخل أو تآكل فى حجم أو كمية العظام المكونة للجسم ولكن بدون حدوث أى خلل أو تغير فى التركيب الكيميائى للعظام, وهذه الظاهرة شائعة الحدوث فى النساء بعد سن توقف الطمث، وعادة تتأثر كل عظام الجسم بهذا التغير، وخاصة عظام الفقرات القطنية, حيث تنكمش المراكز العظمية بها، وبذلك يصبح العمود الفقرى عرضة للانحناءات, وتختلف طبيعة هذه التغيرات من إنسان لآخر، قد تكون بسيطة فى شخص ما ولكنها شديدة فى شخص آخر, وتبدأ الأعراض عادة بظهور آلام فى الظهر، وقد يبدو الشخص أقصر مما كان عليه سابقاً نتيجة لتقوس عظام الظهر، كما تكون العظام عرضة للكسر خاصة الضلوع وعظام الفخذين.
والتهابات المفاصل هى إحدى مظاهر الشيخوخة المبكرة, ومن أكثر المفاصل تعرضاً لهذا المرض: الركبة والكتف وفقرات العمود الفقرى الظهرية، ويشعر المريض بتصلب فى حركة المفصل، وآلام شديدة عند بدء الحركة، حيث تقل حركة هذا المفصل تدريجياً، وربما يحدث ضمور فى العضلات المتصلة بهذا المفصل.
وكذلك التهابات المفاصل الروماتويدية, حيث يحدث هذا المرض نتيجة خلل فى نظام المناعة الداخلية لجسم الإنسان، ولا يزال السبب الحقيقي لحدوث المرض غير معروف بالتحديد، ومن الثابت أنه يصيب النساء أكثر من الرجال, وأكثر المفاصل تعرضاً لهذا المرض هى المفاصل الصغيرة لليد، حيث يحدث تورم والتهاب شديد فى المفصل كما تزداد كمية السائل داخل المفصل مما يسبب له ارتشاحاً وتورماً، ويحدث كذلك ضمور واضمحلال فى غضروف المفصل واستبداله بنسيج ليفى مما يجعل المفصل غير قادر على الحركة.
وتبدأ أعراض المرض في الظهور تدريجياً بإصابة عدة مفاصل فى وقت واحد.
ومن أكثر أعراض الشيخوخة المبكرة ظهور قوس الشيخوخة حيث يظهر كقوس رمادى فى جسم القرنية على بعد 1 ملليمتر من الحافة الخارجية للقرنية, وربما يظهر على شكل حلقة كاملة أو متقطعة، وهو نتيجة وجود اضمحلال هلامى فى طبقات القرنية، الذى يصيب الألياف الضامة, وظهور هذا العرض فى سن مبكرة عند الشباب دليل على وجود خلل هلامى فى عملية التمثيل الغذائى، وأحياناً يكون مصحوباً بشيب الشعر.
أما الاغتراب السنى لجفن العين الأسفل فإنه يقصد به سقوط الجفن السفلى للعين وابتعاده عن مقلة العين، وينتج ذلك لوهن وترهل أنسجة الجسم عامة، وخاصة عضلات وأنسجة الجفن السفلى حيث يبتعد عن مقلة العين.
ومن أعراض الشيخوخة المبكرة أيضاً، حدوث ضعف أو انخفاض فى حاسة السمع تدريجياً، ويصيب الأذنين معاً بصورة متساوية, ويزداد هذا الضعف شدة كلما تقدم العمر، ويحدث ذلك نتيجة لحدوث ضمور فى الخلايا الحساسه المختصة باستقبال الموجات الصوتية، كما يصيب الضمور أيضاً أهداب هذه الخلايا وهى فى غاية الرقة والحساسية، كما يحدث أيضاً ضعف فى الخلايا العصبية الموجودة داخل القوقعة وكذلك الألياف العصبية المتصلة بها.
وحبوب اللقاح لما تحتويه من أسرار وأسرار لم يكشف عنها العلم حتى الآن النقاب، تستطيع أن تقى الإنسان من شرور هذه الشيخوخة المبكرة وكان أبوقراط يقول:” إذا أردت الاحتفاظ بشبابك, فعليك بتناول ملعقة من عسل النحل يومياً “.
مشكلة الشيخوخة هى مجموعة من المشكلات !الصحية والنفسية والذهنية، وللجزء النفسى النصيب الأكبر فيها لأن كثيراً من المسنين يهرمون بالوهم قبل أن يهرموا بالشيخوخة، وكل ما نحتاج إليه هو أن نتحدى الشيخوخة ولا نستسلم لها، وذلك بأن نعد الجسم والذهن والعاطفة لنشاط لا يركد، وهذا النشاط قد يبطئ، ولكن العدو الذى يجب أن نكافحه هو هذا الركود الآسن الذى نركن إليه فيما بشبه الموت، كارهبن ثقافة الذهن والجسم، قانعين بالاستقرار دون الاستطلاع حتى تبلى العواطف وتموت.
واستخدام حبوب اللقاح بصفة دائمة ومستمرة يزيل الشعور بالهرم والشيخوخة، ويشعر الإنسان بالنضوج، وهو بهذا يستمتع بالحياة وينشط لجنى ثمرات السنين الماضية.
ويمكن القول بأن خليطاً من عسل النحل وحبوب اللقاح والغذاء الملكى هو غذاء ضد الشيخوخة، حيث قد أعطى ذلك الخليط لعدد من الشيوخ تتراوح أعمارهم بين 65 و 85 عاماً، وظهرت نتائج ايجابية عند 65% منهم فى صورة زيادة الشهية وظهور الحيوية والسعادة، كما أصبح ضغط الدم طبيعياً وزال الإحساس بالتعب والإجهاد, ويعتقد الأطباء والباحثون أن تلك المادة تقوى وظائف الجسم وتزيد من مقدرة العمل اليدوى والذهنى وتحسن المزاج العام، وتجعل عمليات تبادل المواد الغذائية طبيعية، وبالإضافة إلى ذلك فإنها تزيد من التفاعلات المناعية للجسم، وتقوى من الخواص الدفاعية لكرات الدم البيضاء.
وعموما فإن الدراسات التجريبية والملاحظات الإكلينيكية ساعدت على معرفة الكثير من أسرار تلك المادة المثيرة للاهتمام ووضعها فى خدمة الإنسان, وتستمر هذه الأبحاث للوصول إلى أفضل الطرق للحصول والحفاظ والاستخدام الأمثل لهذه المادة، وكذلك التدقيق فى ميكانيكية تأثيرها على الجسم.