وبدا الرئيس عليما بأحوال العمال وهو يصور الفرق الكبير بين الأجور والأسعار وكيف يبدو العامل مهموما وهو يحاول أن يقرب الشقة بين الأجر والأسعار وهو في طريقه من البيت إلى العمل دون أن يكترث إلى الشارع إلى أن تدهسه سيارة عابرة تؤدي به إلى الآخرة.
وإشارة الرئيس هنا تؤكد أن القيادة تعلم بحقيقة الأوضاع والظروف الصعبة التي يعيشها العمال وهم يكابدون مشقة العيش الكريم وتساءل البشير كيف نطلب من هؤلاء المزيد من الإنتاج ؟ وهم في مثل هذا الوضع.
وقد تكون هذه الرسالة الأولى هي انه لاخوف من هذا القطاع الكبير الذي يمثل وقود الثورات التي انتظمت الدول العربية وان بمثل هذه الروح يمكن أن تناقش القضايا وهو يشير إلى إن الزيادة كانت فقط خمسين جنيها في الرواتب ولكن ناس غندور بإصرارهم ارتفعت إلى مائة جنيه وان يتحول الدعم غير المباشر إلى مباشر في المرتبات.
والرسالة الثانية هي أن الرئيس لمس قضايا حساسة وهي قضايا التعليم والسكن والصحة ووجه في توجيهات واضحة وان كل المسؤولين عن هذه القضايا كانوا حضورا في هذا المؤتمر وبالتالي فان اتحاد العمال مسئول مسؤولية مباشرة في متابعة توجيهات رئيس الجمهورية في هذه القضايا أولا لأنها تهم قاعدته الكبيرة وثانيا لان الرئيس وجه بها في هذا المؤتمر من واجب الاتحاد أن يعقد اجتماعا مع المسؤولين من هذه الملفات مباشرة عقب انتهاء هذا المؤتمر حتى يشعر المواطن أن هناك من يتابع مشكلاته في الحياة اليومية اثناء الخدمة وفي المعاش، لان هناك حقوق للعاملين تضيع بعد نهاية الخدمة من استحقاقات صدرت بموجبها توجيهات من رئيس الجمهورية مثل تلك التي وجهها أمس في هذا المؤتمر.
وقد كانت الرسالة الثالثة عبر تلك القفشة للرجل الذي جاء ليحاجج ناس الضرائب بعد التقدير الذي يراه جزافيا وعندما وجد كل المسؤولين في الضرائب من السيدات ولم يجد رجلا ليحاججه توكل ودفع ماعليه وقال متحسرا (نعمل شنو وقت البلد مافيها رجال ) ورغم أن الرئيس قال هذه القفشة من اجل إنصاف المرأة العاملة ودورها الكبير في الخدمة المدنية إلا أنها تحمل رسالة إلى ديوان الضرائب والى الرجال في الخدمة العامة أن احذروا من منافس جديد.
وكانت الرسالة الرابعة من الرئيس وهو يشير إلى غياب الإخوة الجنوبيين في هذا المؤتمر فجاءته اشارة إلى وجود لوكا بيونق وزير شؤون مجلس الوزراء والقيادي بالحركة الشعبية حضورا في هذا المؤتمر ولم يتوانَ الرئيس في الاستفادة من هذه الفرصة وقال إن لوكا من آبيي وآبيي شمالية فكانت هذه هي الرسالة الرابعة عبر تلك المداعبات والقفشات التي تخللت خطاب رئيس الجمهورية أمس في المؤتمر الخامس عشر لاتحاد عمال السودان والذي حظي بحضور إقليمي ودولي .ومن بين الحضور حسن سمنونو الأمين العام لمنظمة الوحدة الإفريقية النقابية والذي أشاد رئيس الجمهورية بدفاعه عن السودان.
الصحافة