واصلين جداً

[ALIGN=CENTER]واصلين جداً[/ALIGN] «عبدو» في المؤسسة التي يعمل بها يتمدد ويفرد ذراعيه بحكم أن هذه المؤسسة مملوكة لخاله «إسماعيل» ذلك الثري.. ويستلذ بتودد العاملين بها إليه.. فهو يعلم أنهم يعرفون جيداً انه الجليس الناقل لاخبارهم عند «البق بوس» كما يحلو له مناداته.. واستناداً على مبدأ «واصلين جداً» يظل (عبدو) محل حفاوة هؤلاء التعساء الذين كل همومهم سلفية، حافز، بدلات، منحة.. ولانهم يأملون في نقله لهذه الاحتياجات لأعلى مستوى يظلون يتملقونه بشيء من السذاجة، بحكم أنه ساذج كبير.. وكل تلك العملية النفاقية ترضي غروره وتملأه شحنة تعالي مصطنع، ترفعه لدرجة التحليق فوق سماوات ومحطات الآخرين.. في ذلك اليوم جاءته «سلوى» العاملة بمكتب المراقبة تشكو إليه ظرفها الطارئ، وأمها التي ترابط بالمستشفى بسبب ذلك المرض اللعين، ولأن (عبدو) يحتفظ في دواخله بشيء من المحبة لهذه السلوى التي تتعامل معه بشيء من العقلانية، اجتهد أن يوفر لها الدعم من خاله الذي لا يخلو من المساندة الإنسانية، بل تقدم أكثر من ذلك بأن حث خاله على زيارتهم في المستشفى الامر الذي يعني التقدير الخاص على مستوى المؤسسة.. زادت هذه الزيارة رصيد (عبدو) عند الآخرين لانها تعني انه قادر على دفع «البق بوس» على التواصل مع العاملين.. ليجيئه (الزين) بعد أسبوع من ذلك يحكي له خصاصته لدفع رسوم أبنائه بالمدارس، وكل يوم يعودون بسبب عدم الدفع وحالة الاحباط تملأ أيامهم الدراسية.. ليجد (عبدو).. «الغرزة» التي يبحث عنها.. فقد كان الزين دائماً ما يوبخه وينتقص من قدره ويسخر من قرابته لـ(البق بوس).. بل كثيراً ما كان يجعل بقية العاملين يضحكون عليه.. جاءته الفرصة لفرض بسطته.. «ما قلت يا عم زين إني.. وإني.. طيب هسة مالك جاي تدخلني واسطة عند البق بوس.. يعني الليلة آمنت بأني ممكن أساعدك وأوصلك ليهو.. ما زمان عاملني مضحكة وجلد النبش والنتش.. حليت ليك بعدما شفت زيارته لأم سلوى في المستشفى و..» وكلما أطال عبدو الحديث كلما كان عم الزين يتعذر على سخريته السابقة.

آخر الكلام: كلما انتهت فقرة كلام من قبل عم الزين كلما أردفها «عبدو» بقوله: «عشان تعرف إننا واصلين جداً».. حسبنا الله من مثل هذه «الدرامات»!!

سياج – آخر لحظة – 1295
fadwamusa8@hotmail.com

Exit mobile version