** تلك حكاية جاء بها من الذاكرة ما حدث بالدوحة مساء البارحة .. كان عظيما فتى السودان الأبنوسي أبوبكر خميس كاكي ، وهو يلوح بعلم بلادي ، فرحا مزهوا بالميدالية الذهبية التي نالها عن جدارة في بطولة العالم لألعاب القوى والتي نظمتها العاصمة القطرية ، الدوحة .. رصدت السباق بكل أحاسيسي ، قبل وبعد ولحظة النصر ، وحدقت في وجه الفتى وتلمست العزيمة التي تجلت فيه وهو يسارع الخطى ، ليضع إسم بلادي في المقدمة ، وقد نجح ، ولله الحمد ثم التقدير للبطل أبوبكر كاكي .. ولرفيقه إسماعيل أحمد إسماعيل ، الذي تأهل معه للنهائي ، ولم يحالفه حظ الميداليات ، وأن يصعد كاكي وإسماعيل إلي النهائي بمثابة إنجاز ، وأن ينال أحدهما ميدالية النهائي بمثابة ( إنجاز عظيم ) .. ثنائي ظلا يهبان السودان في المحافل إنجازا تلو الإنجاز .. لله درهما ، وماضرهما ألا تهتف لهما شوارع العاصمة ، أوتنفق عليها خزينة الدولة والرأسمالية الوطنية ، كما تفعل للهلال والمريخ والمنتخب القومى وغيرهم الذين ( يفقعون مرارة الجماهير ) في المحافل الإقليمية والعالمية بالهزائم والإنكسارات والخروج من أية منافسة بلا ( حمص الكأس ) .. !!
** ولهذا نفرح بكاكي وإسماعيل .. نعم ، لأنهما – بعزيمتهما – صارا مصدرا للفرح السوداني الذي يكاد يلحق لبن الطير في الندرة .. إنتصارهما يخفف على الناس والبلد وطأة هزائم أخرى ذات وزن ثقيل ، في مجالات كثيرة ، وطبعا يتقدمها المجال السياسي بحروبه وصراعاته ونخبه المهزومة بالفطرة والميلاد .. لقد دمعت عيناي عندما عندما لوح كاكي لأنظار الدنيا والعالمين بعلم بلادي الذي إلتحفه عقب تجاوزه خط النهاية ، متقدما على نجوم العالم في ذاك المضمار ، وما أجمل هذا العلم عندما يرفع على سواري النصر ويلتحفه كل منتصر في مجاله .. والمحزن أن مضمار السباق الذي عانق إنتصار البطل كاكي بالدوحة ، غير متوفر بالخرطوم .. لك أن تتخيل ذلك ياصديقي القارئ .. أرض المليون مربع التي ينتصر لها كاكي وإسماعيل ، خالية تماما من ( مضمار السباق ) .. والمضمار المقترح بالمدينة الرياضية منذ عقد ونيف، حاله كما حال المدينة ، مهجور بحيث صار مكبا للنفايات ووكرا لأطفال الشوارع ومرتادي الإجرام والكلاب الضالة .. و… عفوا ، فلندع البؤس .. ونحتفي بما أنجزه أبوبكر كاكي .. شكرا يا بطل ، شكرا وأنت تحلق باسم وطنك عاليا وتهدي شعبه إنجازا أعظم ما فيه عزيمتك و …( عرق الكد ) ..!!
اليكم ..الصحافة-العدد 5979
tahersati@hotmail.com