وتطرق في خطبة الجمعة إلى الخطاب الأخير للرئيس بشار الأسد، ومظاهر الهتافات والتأييد في البرلمان، وخاصة النائب الذي قال للأسد إنه لا يجب أن يقود العرب فحسب بل العالم ككل.
فقال: «هؤلاء الذين هتفوا بالرئيس وقالوا له عليك أن تحكم العالم، لا يصلحون للقيادة وتمثيل الشعب».
وقالت صحيفة الشرق الاوسط أن القرضاوي انتقد الدستور السوري الذي ينص علي أن حزب البعث الحزب القائد للبلاد، وقال: «البعث انتهى مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، وانتهى عهد الأحزاب الشمولية».
وسخر من الدعوى التي رفعت بحقه في دمشق، قائلا : «الذين رفعوا دعوى علي يريدون أن يخيفونني ، لن أخاف وسأظل أقول الحق.. يقاضونني للمس بهيبة الدولة، الدولة التي تمس هيبتها كلمة ليست دولة، هي أوهن من بيت العنكبوت» مؤكدا علي أن : هذا زمن التغيير، ومن لا يتغير يداس بالأقدام .
وتساءل قائلا : هذه الأنظمة استعبدت الناس فكيف ينتجون ويعملون؟ عندما طلبوا (الناس) الحرية ضربوهم بالرصاص».
وشدد القرضاوي على أن الحرية هي شرط للإبداع والإنتاج، وقال إن «الدول الإسلامية حاليا متخلفة بسبب القمع والاضطهاد».
وأضاف: «هم اخترعوا الكومبيوتر ونحن نبحث له عن اسم، لا نريد من يرتجف أمام الزعماء.. نحن في عصر الثورات ويجب أن يعترف الجميع بذلك».
ورد القرضاوي على مفتي سورية، الشيخ أحمد حسون الذي وصف القرضاوي بأنه من «خطباء الفتنة» قائلا : «أنا لا أهتم بالحياة، بينما آخرون يبتغون رضا البشر وليس رضا الله، إذا كان هؤلاء هم خطباء الفتنة، فاللهم أمتني معهم واحشرني معهم».
ورفض القرضاوي بشكل مطلق اتهامه بالطائفية وإثارة الفتنة، بعد حديثه عن كون الأسد أسير طائفته (العلوية)، فقال إنه يرفض الطائفية والعرقية، ويعبر عن مطالب محقة للأكراد والسنة والعلويين والمسيحيين.
وكشف القرضاوي عن مبادرة كان قد قادها قبل سنوات مع الأسد لمعالجة موضوع الإخوان المسلمين في سورية التي يحكم نظامها بالإعدام على المنتسبين إلى هذا التنظيم.
ولفت إلى أن المبادرة لم تنته بشكل إيجابي، وذكر أن هناك «عشرات الآلاف المفقودين والسجناء والمهجرين خارج سورية، ويجب معالجة وضعهم».
وختم القرضاوي خطبته في قطر بالدعاء لمن وصفهم بـ«المجاهدين في ثورات سورية واليمن وليبيا،» كما دعا بـ«زوال الظالمين ودولهم».
وكان مجلس كلية الحقوق في جامعة دمشق، قد قرر الأربعاء مقاضاة القرضاوي، بتهمة إثارة النعرات الطائفية في خطبة صلاة الجمعة الماضية.
وقال المجلس إنه بعد اطلاعه على الخطبة، وجد أن ما جاء فيها «ينال من هيبة الدولة السورية والشعور القومي فيها، ويحرض على إثارة النعرات الطائفية والمذهبية».
وبحسب الخبر، فإنه «يجري العمل على تحريك دعوى قضائية أخرى بتوقيع أغلبية الشعب السوري ضد القرضاوي بتهمة (إثارة النعرات الطائفية والمذهبية والتعدي على أمن واستقرار المجتمع السوري)».
وكان القرضاوي أعلن في خطبة الجمعة الماضية عن دعمه للاحتجاجات التي تشهدها سورية، وقال «الرئيس (بشار) الأسد يعامله الشعب على أنه سني، وهو مثقف وشاب، ويمكنه أن يعمل الكثير، ولكن مشكلته أنه أسير حاشيته وطائفته».
مشعل للقرضاوي “اتق الله”وفي اول رد فعل من الجانب الفلسطيني علي القرضاوي انتقد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس المقيم في سوريا تصريحات القرضاوي معربا عن استيائه واستغرابه لموقف الشيخ.
حيث قال “إتق الله يا شيخ بفلسطين فسوريا هي البلد الوحيد الذي لم يتآمر علينا ويدعمنا”
ونقلت وكالة “فاكت نيوز” للاخبار عن مشعل قوله “إنني أدعو الشيخ القرضاوي إلي أن يحكم ضميره ويتحرر من الضغوط التي تمارس عليه من قبل جهات يعتبرها هو موثوقة ” في إشارة إلى حكام قطر حيث يقيم القرضاوي بشكل دائم ويحمل جنسيتهم .
وأضاف مشعل: “إن حكام السنة في العالم العربي باعوا قضيتنا وأبرز شيوخ السنة تخلوا عن أهلنا ولم تجد حركة “حماس” في فلسطين سوى الرئيس بشار الاسد ليحميها ويدعمها ويقف إلى جانبها.
وحين طردنا الحكام العرب السنة آوتنا سوريا وبشارها، وحين أقفلت ابواب المدن في وجوهنا فتحت لنا سوريا قلبها وحضنت جراحنا .
لذا اقول للشيخ القرضاوي من منطلق المحب العاتب ، إتق الله يا شيخ بفلسطين فسوريا هي البلد الوحيد الذي لم يتآمر علينا ويدعمنا وما تقوله عن عن وحدتها الدينية يصيب قلب كل فلسطيني بالحزب ويخدم إسرائيل ولا احد إسرائيل “.
وتابع مشعل:” إن الشيخ القرضاوي يتحدث عن الاحداث في سوريا كما لم يتحدث عن الاحداث التي جرت في مصر. فهناك دعا إلى الوحدة بين الاقباط والمسلمين وبين السلفيين والاخوان وبين المذكورين وبين العلمانيين .
وهنا في سوريا يدعو إلى القتال بين السنة والمسلمين العلويين ؟ سبحان الله ….ما هكذا عرفنا الشيخ القرضاوي داعي الوحدة والمجاهد بالكلمة ضد إسرائيل وأميركا “.
واضاف مشعل:” إننا في حركة المقاومة الاسلامية حماس نشهد أنه لا مسلم قدم لفلسطين ما قدمه لها بشار الاسد ولا سني ضحى وخاطر بحكمه وببلده من أجل فلسطين ورفضه التضييق على المقاومة الفلسطينية كما فعل بشار الأسد” .
وتابع مشعل: ” علي الشيخ القرضاوي إن لم يكن لديه معطيات حقيقية عن سورية أن يستمع إلى الشعب السوري وإلى علماء الدين من أبنائه.
لكي يعرف انه في هذا البلد يملك أهل السنة من الحرية والكرامة والعزة بالله ما لا يملكه غيرهم في بلاد يحكمها سنة ولكنهم ضعفاء أمام الامريكان ومتخاذلون عن نصرة فلسطيين”.
[/JUSTIFY]