مسؤول سوداني : نهبنا أموال الشعب بغير وجه حق .. وانتحلنا شخصية مدير مكتب الوالي وخدعنا “القصر الجمهوري ومطار الخرطوم ”

أنتم تزوِّرون المطالبة عشرة اضعاف من «3» إلى «30» مليون، ولماذا لا تأخذوا هذه الأموال لأنفسكم بدلاً من تزويرها لصالح الولاية؟ هذه المبالغ توضع في شيك باسم المشروع فلا نستطيع التصرف فيها، ولو كنا نستطيع التصرف فيها لكنا بنينا عمارات ـ يضحك. * تفتكر ناس المشروع وكل المسؤولين عنه لا يعلمون بهذا الملعوب؟ عارفين، كل ذلك تماماً، خاصة ناس الخرطوم؛ لأننا نحن كنا نبالغ في وضع المطالبات خاصة الوزارات كل الوزارات الاتحادية والمرافق الحكومية كنا نضع لها مطالبات كبيرة جداً فوق الـ «20» مليون «بالقديم» والمبلغ القانوني مليون ونصف فقط، وعلى الفور يوافقون، ويطلبوا منّا أن نصدقها من وزارة المالية، وفي وزارة المالية طبعاً عندنا «ناس» هناك ـ يضحك وعندنا مداخل، وأصبحنا نحفز بعض الموظفين لتسهيل عملنا، ومديرنا كان متحفظاً على مسألة التحفيز هذه، وقال يمكن أن تأتي لنا بمشكلات لكن أقنعناه بذلك، والرسوم التي نطالب بها هذه الوزارات والشركات غير طبيعية، فمثلاً وزارة الصحة طالبناها بـ «30» مليوناً وكانت تصدق لنا في شيك واحد. * قلت لي إن المدير العام للمشروع لم يكن يدري لكن كيف تكون هذه المبالغ الكبيرة والمضاعفة عشر مرات موجودة وهو لا يعلم؟ أصدقك القول أنه لا يعلم التزوير الذي قمنا به.
* لكن هناك أمر محلي، أصلي، وربط محدود وجهات محددة في الكشف وأموال زايدة؟ نحن أقنعناه بأننا حققنا هذا الربط العالي بعلاقاتنا الشخصية.
* يا أخي مثلاً قلت وزارة الصحة تحصلتم منها على «30» مليوناً في السنة آنذاك وفي شيك واحد، والرسوم القانونية «3» ملايين فقط، فكيف أن هذا الفرق الكبير لا يلفت انتباهه؟ لأن المدير العام لا يعطونه التفاصيل هكذا، فقط يقال له إن قطاع الخرطوم حقق ربطاً قدره كذا. * لم اقتنع بذلك لكن على كلٍ كم هو الربط الشهري في قطاع الخرطوم وحده؟ الربط الشهري في الخرطوم «600» مليون في الشهر في ذلك الوقت
* هذا وفقاً للأمر المزور من جانبكم؟ نعم
* طيب كم سيكون الربط الشهري وفقاً للأمر المحلي الأصلي غير المزور؟ سيكون بسيطًا ما بين «60» مليونًا
إلى «100» مليون «بالقديم». *طيب يا عصام انت إذا كنت مديرًا عامًا لهذا المشروع وكان الربط المقدر وفقاً للأمر المحلي الأصلي«100» مليون، ألا يلفت انتباهك أن الربط بلغ «600» مليون بدلاً من «100» مليون؟ لا أنا كما قلت لك اننا اقنعنا المدير العام بأن هذه المبالغ نتحصل عليها بعلاقاتنا الشخصية، والآن طبعاً الرسوم زادت منذ 2009 وأنا تركت العمل في نهاية 2006.
* قلت أن هنالك فوضى شديدة، من واقع عملك السابق كيف ترى المعالجة؟ أولاً أنا اطالب السيد الوالي أن قطاع الخرطوم وسط وشرق يطرحوه لشركات في عطاء عالمي ولشركات عالمية لأن الموجودين الآن ما «شغالين نضافة بل شغالين تحصيل». رسالة للمسؤولين؟ رسالتي أولاً للرئيس البشير ونائبه علي عثمان، وألتمس منهم أن يوقفوا هذا الأمر؛ لأنه مرتبط أيضاً بحقوق ناس، وهناك أموال كثيرة أُخذت من غير وجه حق ونهبت ويجب أن تسترد لأصحابها، أو يعوضوا بأي شكل، خاصة أهل القطاع الخاص؛ لأن ما ذكرته لك كان نهباً، يجب أن يعوض كل الجهات الخاصة والعامة؛ لأن هذا التزوير عملناه نحن منذ العام 2003، و كل «زول» أعطيناه نسخة معدلة «مزوّرة» وفي الحقيقة فكرة التزوير هي فكرتي أنا وأنا أول من عدل الأمر ثم سرى على الباقين. * كل هذا من أجل الحوافز؟ نعم والله من أجل الحوافز فقط.
* كم كانت هذه الحوافز؟ مدير القطاع هنا كان يعطينا حافزاً أكبر من حافزه هو وكان يضع اسمي فوق اسمه هو، وهذا إدارياً خطأ لكن لأني كنت أحقق أعلى ربط «وبشتغل كويس» وهو كان عارف كل حاجة لذلك يعطيني أكبر من حافزه هو، وكنت احصل على مليون، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت لكن الآن اتوقع أن يكون الحافز ارتفع من «4» إلى «5» ملايين وأنا أطالب الرئيس ونائبه بايقاف هذا العمل، ونحن ربنا يغفر لنا على هذا الذي عملناه وأتمنى أن يرجع زملائي في تحصيل رسوم النفايات من هذا العمل، حتى لا يأتي يوم ويقفوا موقفي السابق «الصمت».
* سمعنا أن بعض المتحصلين يجنِّبون بعض الشركات ويتحصلون رسومها لأنفسهم؟ نعم هناك بعض الناس يفعلون ذلك أو يتعاملون مع هذه الشركات تعاملاً خاصاً وهذه لا تذهب للايرادات كأن تكون شركة قريب له أو معرفة أو كذا.
* بعض شركات النظافة غير مؤهلة وقلت أن «تشتغل» تحصيل فقط، ماذا عن هذه الشركات؟ أنا أقول ليك كلام: هناك شركة تعمل في الخرطوم، وهذه الشركة أتيت بها أنا بناءً على تقرير غير صحيح، وهذه الشركة ليس لها إمكانات ولا مال ولا تأهيل ولا خبرة، وأرجو أن ينتبه الأخ الوالي لها، وهذا أيضاً خطأ ارتكبته أنا، كان هناك عطاء، وأنا عندما عملت بذلك أتيت بهذه الشركة؟«نحتفظ باسمها ليوم آخر».. وأنا كتبت أن أصحاب هذه الشركة قادمون من أمريكا ولديهم خبرات في بريطانيا وأمريكا ولديهم إمكانات مادية ضخمة، لكن في الواقع أن هؤلاء الناس ليس لديهم خبرة ولا قروش، وحتى رسوم التأمين مشينا «لقطناها» ليهم تلقيط من هنا وهناك، وهذه الشركة تعمل في أحد قطاعات الخرطوم وربطها «700» مليون، وأنا دخلتهم في العطاء وعملت لهم دراسة وفازوا بالعطاء الذي حصلوا عليه من واقع العرض الذي قدمته أنا وكان كله كذب، لكن هناك شركات تعمل بشكل جيد مثل الشركة التي تعمل في منطقة الخرطوم غرب من الشركة إلى كوبري الحرية وهؤلاء عملهم نضيف وعندهم خبرة كافية وهم أصلاً موظفين وليس تجار. * هل لديك اعترافات أخرى؟ مطار الخرطوم طلبنا منهم عمل غرف للنفايات ووضعنا لهم «رول» ـ حاوية ـ كبيرة وعملنا معهم عقد بـ «20» مليونًا في الشهر الواحد ولو كانت هناك عربة تعمل معهم «24» ساعة لا تصل مبلغ «5» ملايين في الشهر، والتقدير السليم هو «3» ملايين فقط في الشهر، لكن مع ذلك عملنا لهم عقد بـ «20» مليونًا، أما القصر الجمهوري فنأخذ منه «10» ملايين في الشهر، والتقدير السليم وفق القانون لا يتجاوز المليون ونصف المليون جنيه. * آخر ما تود قوله غايتو ربنا يغفر لنا، وأنا طبعاً أتيت هنا؛ لأن حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يقول من استن سنة سيئة له وزرها ووزر من يعمل بها إلى يوم القيامة وأنا أول من زوّر والناس مشوا على هذا.
لقراءة الجزء الأول من الحوار
صحيفة الانتباهة
Exit mobile version