* وهي واحدة من آلاف الضحايا لجرائم التحرش الجنسي في المجتمع السوداني التي انتشرت بشكل واسع في الآونة الاخيرة وأصابت الكثيرات بأضرارها المدمرة، وقد لا يصدق البعض أنها تغير مسار حياة بعض الضحايا أو المحيطين بهن تغييرا جذريا، وقد حكى لى صديقى دكتور صالح خلف الله اختصاصي الطب النفسي ببريطانيا والذي عمل فترة طويلة بمستشفى التجاني الماحى بأم درمان أن (30 %) من نزيلات المستشفي والمترددات من ضحايا الاعتداءات الجنسية.. وكان ذلك في نهاية ثمانينيات القرن الماضي عندما كان المجتمع أفضل أخلاقيا واقتصاديا واجتماعيا.. إلخ، فكيف يكون الحال الآن؟!!
* للاسف ليس هنالك أى احصائيات يعتد بها في الحديث عن هذا الموضوع وساعد على ذلك الصمت الكبير الذي يغلف هذه الجرائم التي تفضل معظم الضحايا السكوت عليها خوفا من الفضيحة، وقد يكن محقات في ذلك، فمجتمعنا يتعامل مع الضحية على انها مجرمة وليس العكس اعتمادا على مفاهيم خاطئة وقديمة، بل حتى قانون الجنايات السودانى لا يوجد فيه نص أو مجرد إشارة للتحرش الجنسى، ما عدا المادتين 151 و 156 (الافعال الفاحشة والإغواء) وهما فضفاضتان وعقوبتهما ضعيفة (الجلد أو السجن مدة لا تتجاوز سنة في الأولى وخمس سنوات في الثانية)، فلا يوجد شيء أو ذكر للتحرش الجنسي، ولا بد من اعادة النظر في هذا الموضوع بأعجل ما يتيسر!!
* الموضوع شائك ومعقد وليس له حلول سحرية، ولكننى اعتقد أن الاقتراح الذي إختتمت به الشابة حديثها بالأمس بتكوين لجان نسوية في أماكن العمل لاستقبال شكاوى التحرش الجنسي، عملي ومفيد جدا، فمجرد وجود هذه اللجان في مكان العمل يعتبر رادعا مناسبا لمحاولات التحرش الجنسي، بالإضافة الى حملات التوعية والارشاد الصريحة والمكثفة، مع تعديل القانون ليصبح أكثر تحديدا وصرامة!!
* قد تكون لدى البعض اقتراحات ومعالجات أفضل، والسبيل الوحيد للوصول الى هذه المعالجات والعمل بها هو أن نتخلى عن حالة الصمت المطبق التى نتعامل بها مع هذه الجريمة البشعة، وعدم التساهل مع الوحوش التي ترتكبها!!
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
7 مارس 2010