قد تكون زوجتك أو ابنتك

[ALIGN=CENTER]قد تكون زوجتك أو ابنتك[/ALIGN] * تتعرض العاملات والمتقدمات للوظائف والطالبات الى مضايقات بشعة تصل فى بعض الاحيان الى درجة المساومات فى اعراضهن، وقد ترغم الحاجة بعضهن الى مجاراة صاحب العمل او المسؤول او المدرس باعتبار أن كل ما يبتعد عن (المكان المحرم) لا خوف منه، وعلى هذا الفهم تتأسس العلاقة بين الطرفين وتتعرض الكثيرات لانتهاك يومى فظيع لكرامتهن وهن خاضعات مبتذلات واشبه بالجاريات فى زمن الممالك القديمة، أو أسوأ!!
* نخدع انفسنا عندما نتوهم ان كل شئ على ما يرام بما ترفعه الدولة من لافتات تصور السودان وكأنه (دولة المدينة)، أو بما نراه فى الشارع من مظاهر تدين وانضباط، هى فى حقيقة الأمر أقنعة زائفة تخفى وراءها مجتمعا فاسدا، تعيش فيه المرأة وضعا مزريا عكس ما يبدو فى الظاهر من انه وضع كريم يتناسب مع الحقوق التى حصلت عليها!!
* فى الماضى كان من النادر أن تتعرض العاملة أو الطالبة إلى انتهاك الكرامة .. بينما من النادر الآن ألا تتعرض الى ذلك، وصارالرجال أكثر شراسة تجاه النساء، حتى بعض من يعتقد الناس انهم حماة الفضيلة والاخلاق!!
* أساليب فى غاية الخسة والنذالة يمارسها الذئاب للنيل من كرامة المرأة واذلالها بدون حياء أو خجل أو خوف.. تتراوح بين النظرات الموحية والتحرش الشفهى واللمس والتحسس والقرص والإلحاح فى طلب لقاء .. إلخ الى المساومة والتهجم!!
* وقد يختلف رد فعل المرأة بين القبول والرضوخ والاحتجاج والتذمر والرفض والغضب وحتى الدفاع عن النفس بقوة، ولكن يغلف كل ذلك الصمت الرهيب خوفا من الفضيحة والمشاكل!!
* هذا هو للاسف الشديد الواقع المؤلم فى معظم مؤسسات الدولة .. فكرامة المرأة السودانية مستباحة بما لم يعد يحتمل السكوت وايهام النفس بأننا نعيش فى مجتمع الأخلاق والفضيلة لمجرد شعارات مرفوعة وأقنعة زائفة تعصب عيوننا وتجرنا الى الأسفل فى مستنقع الرذيلة الذى نعيش فيه!!
* لم تعد إبنة أو أخت أو زوجة أو حتى (أم) في مجتمعنا آمنة على كرامتها وعرضها، ولا يخدعنا سكوتهن خوفا من المشاكل بأن كل شيء على ما يرام، فليس هنالك شئ على ما يرام وما يحدث للنساء فى اماكن العمل والدراسة شئ بشع!!
* إما أن نواجه هذه الكارثة ونطرح أدق تفاصيلها بكل صراحة وشجاعة .. فى المساجد والكنائس وأجهزة الاعلام والمدارس والجامعات وأماكن العمل والمنازل والاجهزة التشريعية وكل المنتديات والمحافل .. فنحمى نساءنا العزيزات وأنفسنا ومجتمعنا، أو نصمت كالحملان ونحن نرى نساءنا وأعراضنا تجر كل يوم الى منصات الذبيح!!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

5 مارس 2010

Exit mobile version