استقبلت مدينة الأبيض عصر الخميس الماضي د. نافع علي نافع نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني ووفد اتحادي تمازجت فيه الأجيال والمدارس الفكري والانتماءات الجغرافية وحينما هبطت الطائرة في مطار الأبيض أطلت وجوه كردفانية يتقدّمها «ود زاكي الدين» ناظر البديرية الأستاذ معتصم ميرغني والي الولاية الذي لم تضف إليه السلطة إلا «صفافير الترك» كما يقول شاعر دار حمر الهمباتي تيراب فالرجل في ثياب زهده القديمة وبساطة معلم العلوم بالمدارس الثانوية ومدينة الأبيض في شهر مارس يخنقها الغبار العالق قبل أن تجف صنابير حنفيات المياه.. ورموز وقيادات كردفان شيخ العرب أبوكلابيش الذي أقام مأدبة إفطار للوفد أثبت فيها أن النار التي اشتعلت منذ السبعينات لم تنطفئ بعد وشباب كردفان الشريف عبادي وأحيمر وشريف الفاضل ود. صلاح الهادي وشيوخ الإسلاميين ود التجاني الشايب وأبوحجيل والجنرال محمد بشير سليمان الذي أضاف للسلطة هناك هيبة وجعلها موضع احترام ومن مطار الأبيض وقبل دخول قاعة كبار الزوار التي شيدها الشيخ إبراهيم السنوسي توجّه الوفد الذي ضم هجو قسم السيد نائب رئيس المجلس الوطني ورئيس دائرة كردفان وبحر أبيض ود. عيسى بشرى الذي يقود حملة ترشيح أحمد هارون بعد أن كان منافساً لذات الموقع وفي كل يوم يثبت د. بشرى أن مستقبل كردفان وتمثيلها مركزياً يظل قريباً منه وأعلنت رحلة الأبيض عن عودة بدر الدين طه أحمد الوالي الأسبق للخرطوم والذي ترشح مستقلاً منافساً للدكتور عبد الرحمن الخضر بيد أن جهوداً ومساعي لرأب الصدع أعادت بدر الدين مرة أخرى لصفوف المؤتمر الوطني والدكتور محمد مختار وزير الدولة بالمجلس الوطني والقلب النابض للجنة الانتخابات الأخيرة والفريق د. جلال تاور كافي رئيس دائرة جنوب كردفان والعقيد الفاضل ونيس والقيادي الشاب الصافي سالم مقرر دائرة كردفان وأحد الوجوه الصاعدة في سماء المؤتمر الوطني.. قال د. نافع علي نافع إن المؤتمر الوطني خاض الانتخابات في النيل الأزرق وخسرها بفارق «6» آلاف صوت بينما قيادي في المؤتمر الوطني انشق عنه وخاض الانتخابات مستقلاً فنال «16» ألف صوت في إشارة لضرورة التوحد ولكن د. نافع منح كردفان وقياداتها شهادة في الانضباط التنظيمي وقال لم نشهد في كردفان تفلتاً تنظيمياً الآن انتخابات شهدت وحدة صف سيواجه الاستحقاق الانتخابي وحذّر د. نافع من تزوير الانتخابات وسلب حقوق الناخبين وهاجم تحالف المعارضة الذي قال إن تحرير جنوب كردفان من المؤتمر الوطني هو شعار المرحلة واعتبر الحديث عن عدم القبول بنتائج الانتخابات قبل قيامها دليلاً على الهزيمة المبكرة.
الماء والطرقسيطرت على اجتماع المكتب القيادي للمؤتمر الوطني بشمال كردفان الذي انعقد صباح الجمعة قضايا المواطنين الحقيقية وجرد الأعضاء حسابات الحزب السياسية والشعارات التي رفعها وهل تحققت الوعود الانتخابية؟؟ وأكد د. نافع أن قضية مياه الأبيض أولوية قصوى يجب متابعة تنفيذها لأنها من الوعود الانتخابية التي قطعها المؤتمر الوطني على نفسه خلال السنوات الخمس القادمة وعن طريق أم درمان بارا الذي وقعت المالية والحكومة الصينية العام الماضي على اتفاق لإنشائه قال د. نافع إن الطريق حيوي وهام والمؤتمر الوطني الذي حقق الأمن وحفظ للبلاد وجودها وللشريعة سطوتها سينفذ كل المشروعات التي ترتقي بالإنسان وخص كردفان باهتمام لأنها عصب وعظم البلاد وظهرها الذي لا ينكسر.
العودة للشعار القديمحينما صعد د. نافع لمنصة المخاطبة كانت حشود قيادات المؤتمر الوطني قد ضاقت بها قاعة جامعة كردفان وأخذت تهتف بالشعار القديم «في حماك ربنا في سبيل ديننا».
وأنشدت القيادات الثبات في الصفوف وأخذ بدر الدين طه يرفع عصاه يهش بها بينما علت ابتسامات النصر القادم وجه فيصل حماد رئيس دائرة شمال كردفان وأحد المرشحين السابقين لمنصب الوالي في النيل الأبيض وتحدث مولانا أحمد محمد هارون لقيادات حزبه مطالباً بالصبر على استحقاقات الانتخابات وخوض حملة انتخابية بدون جراحات مع الآخرين والنأي عن العنف اللفظي والمعنوي!!
تعهد الأستاذ معتصم ميرغني حسين زاكي الدين والي شمال كردفان بإسناد أخيه هارون حتى يحقق نصراً يعز به أهل المؤتمر الوطني ويشفي صدور المؤمنين بأن كردفان أرض الجهاد والفداء والتضحية ستبقى عصية على غير دعاة الشريعة الإسلامية.
بات في حكم المؤكد أن تشهد الفترة ما بعد التاسع من يوليو القادم تغيرات كبيرة جداً في هياكل الدولة وخفض عدد الدستوريين في الولايات والحكومة الاتحادية وقد وجه د. نافع أعضاء المكتب القيادي للمؤتمر الوطني بشمال كردفان بحزمة توجيهات من بينها خفض الإنفاق العام بخفض عدد الدستوريين من وزراء ومعتمدين ومستشارين في الفترة القادمة وقال د. نافع إن التوجيه يشمل جميع الولايات ولا استثناء كما طالب بخفض الإنفاق الحكومي وخاصة مرتبات الدستوريين والسعي لزيادة أجور العاملين في الدولة.
قال د. عيسى بشرى وزير العلوم والتقانة إن انتخابات جنوب كردفان القادمة مفصلية وتسعى كل القوى الدولية وحلفاء الحركة الشعبية لهزيمة المؤتمر الوطني الذي قال د. عيسى إنه يعتمد على نفسه وقدراته ويحارب بسلاح الإيمان والشريعة ولن تنكسر شوكته ولن ترهبه جماعات التحالف الهشة!![/JUSTIFY]