لمن تذرف الدموع ؟!

[ALIGN=CENTER]لمن تذرف الدموع ؟! [/ALIGN] * انتظرت فترة طويلة لأسمع مرشحا واحدا يعد (ولو كاذبا) بتوجيه الجهود عند الفوز للبحث فى أسباب تفشى وانتشار مرض السرطان فى الشمالية والسودان، ولكن خاب ظني!!
* مرشحو رئاسة الجمهورية الذين تقع على عاتقهم أمانة حماية المواطنين من المخاطر وعلى رأسها المرض، لا تشغل بالهم معاناة المرضى.. أحدهم بدأ حملته من ملعب كرة قدم عجز طوال عشرين عاما قضاها فى الحكم عن أن يشيد مثله أو نصفه كما عجز عن تحقيق أى انجاز رياضي للسودان.. وهو من فتح الباب على مصراعيه لبدعة التجنيس وحرم أبناء السودان من احلام اللعب لانديتهم المحبوبة، وعندما بدأ موسم الدعاية الانتخابية رفع شعار.. (لا للمحترفين) وكأن الناس أغبياء.. يقضى كل اليوم بين دغدغة المشاعر الرياضية والمشاعر الدينية بشعارات هو أول من يعرف انها لن تتحقق..!!
* الثاني شغل نفسه بأوباما ومطالبة منافسه بالانسحاب أكثر مما شغلها بقضايا شعبه (المرتقب).. والثالث لم يفرغ بعد من صراعات الحزب الداخلية، أما البقية فتعلم أنها مجرد كومبارس وليس هنالك ما يلزمها بإضاعة الوقت فى زيارة المرضى واطلاق الوعود الكاذبة.. كان الله في عونهم!!
* حتى المرشحين لمناصب دستورية بالولاية الشمالية التى يكوي أهلها المرض ويرمل نساءهم وييتم ابناءهم ويحرق كباد أمهاتهم وآباءهم، لم نر احدهم يدخل بكيس برتقال على مريض، او نسمع منه كلمة واحدة عن هذا الداء الوبيل ولو من باب المنظرة .. وبينما هم (يتصارعون ويتعولقون)، تخفق قلوب اهل الشمالية فرحا وتراودهم الاحلام باكتشاف الداء واقتراب الدواء كلما وجد أحد الصبية برميلا مدفونا فى الصحراء !!
* أكثر من (33 ألف) حالة سرطان جديدة فى السنة وأكثر من (50 %) زيادة سنوية فى نسبة الاصابة بالمرض فى السودان، كأعلى معدل للاصابة فى أفريقيا والشرق الأوسط إن لم يكن فى العالم .. ولا يوجد سوى مركزين لعلاج السرطان في البلاد أحدهما بالجزيرة لا يستوعب الا القليل من المرضى بينما يجب – حسب تقديرات الصحة العالمية – ان يكون لدينا (10 مراكز) على أقل تقدير، وليس هنالك سوى مركز واحد (غير متفرغ) لابحاث السرطان وهو يعمل حسب الاحوال !!
* الكل يهرج ويصيح ويرقص، وفي وسط الزفة الأطباء الذين شملهم الترشيح.. ولكن لا أحد يقلق أو يتساءل أو يعد (كذبا) بالبحث عن الأسباب وتقديم الدعم لمراكز البحوث وبناء المستشفيات والمراكز العلاجية.. أو حتى يتكرم على الضحايا ولو بدموع التماسيح!!
* ولكن لمن تذرف الدموع.. فالموتى لا يرون ولا يسمعون ولا يشعرون!!

مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com

1 مارس 2010

Exit mobile version