البشير في قاعة الإمتحان بالسبت

بعد عشرات السنين من مغادرته لقاعات الإمتحانات، يدخل الرئيس عمر البشير صبيحة السبت المقبل إلى القاعة رقم (1) بمعرض الخرطوم الدولي ليعيش من جديد أجواء الإمتحانات والتنافس بين نحو ألف من أذكى أطفال السودان جاءوا هذه المرة من ولايات السودان المختلفة للمشاركة في المسابقة القومية لليوسي ماس في نسختها الرابعة.
يدخل الرئيس البشير إلى قاعة الإمتحانات تلك، بعد نحو عشرين سنة، أو تزيد، من الإمتحانات السياسية المتصلة في قيادة البلاد التي يتطلب إجتيازها عصفاً ذهنياً كبيراً. غير أن عصفاً ذهنياً مماثلاً سيحتاجه الطلاب المشاركون في المسابقة يوم السبت ممن تتراوح أعمارهم بين (4- 13) سنة حتى يتمكنوا من حل مائتي مسألة حسابية معقدة في غضون ثماني دقائق فقط.
علاقة الرئيس بالمسائل الحسابية جيدة فيما أعلم، فقد سمعته ذات يوم يتحدث عن تفوقه فيها، وإحرازه فيما أذكر لـ (98) درجة في مادة الرياضيات عندما جلس لإمتحان الشهادة السودانية في مطلع ستينيات القرن الماضي.
لكن علاقة البشير بالأطفال تبدو أفضل مما هي عليه علاقته بالرياضيات، فبعد أقل من شهرين على إستقباله بالقصر الجمهوري لأطفال السودان الناجحين في المسابقة العالمية لليوسي ماس بعد أن أحرزوا فيها المركز الثاني عالمياً، ها هو الرئيس يعدهم بحضور المسابقة القومية رقم (4) يوم السبت، وإن شئت الدقة، ينتظر أن يفعل حسب تأكيد القصر لليوسي ماس.
اليوسي ماس، حسبما يعلم كثيرون، هو برنامج تعليمي ذو مهنية عالية للحساب الذهني، يؤهل الأطفال للقيام بالعمليات الحسابية بدقة وسرعة، وينمي فيهم مهارات الإبداع والإبتكار والتذكر، ويهدف إلى إكتشاف وتنمية وزيادة ذكاء الأطفال وثقتهم في أنفسهم منذ مرحلة مبكرة. وقد أكملت إدارة اليوسي ماس بالسودان إستعداداتها للمسابقة القومية لليوسي ماس بمشاركة نوعية للبروفيسور دينو وونق رئيس ومؤسس برنامج اليوسي ماس، إلى جانب مسؤولين كبار في الدولة. إلا أن المشاركة التي لا تقل إستثنائية في المسابقة القومية لهذا العام، ليس في الدستوريين المنتظر تشريفهم، وإنما كانت لأطفال دارفور، حيث تشارك شمال دارفور وحدها بـ (77) طالباً وطالبة سيدخلون إلى قاعة الإمتحان على الأرجح وهم يمدون ألسنتهم سخرية من القائلين بتدهور الأوضاع الأمنية في ولاياتهم.

صحيفة الرأي العام

Exit mobile version