اللقاء في أركويت كان متعجلاً تنتظره العربات «240؟» اكسنت زيتية اللون و«60؟؟» كوريلا.. و«80؟؟» و«84؟؟» هوندا و.. و..

– أستاذة
– وتقسمين علينا بالحارة والباردة أن نحدثك .. بالراحة .. عما يجري الآن.
– «واستحالة» ما تطلبين يجعلنا نكتفي بـ «الصحافة» أمس.. نموذجاً
– و«مجلس الأمن يستدعي الأطراف السودانية لنقاش حاسم حول مسألة أبيي .. واتهامات «ووثائق» باقان ضد الخرطوم.
– والخرطوم تبعث قوش.. والحركة تبعث باقان إلى المجلس هذا.. وإيقاع الخبر يجعل القارئ يرفع عينيه الى السماء يبحث عن طائرات مجلس الأمن فوق أبيي والخرطوم و..
– أو.. هذا ما تحمله صحيفة «الصحافة» أمس.
– ومانشيت أحمر هائل ضجاج هو ما يحمل هذا
– ونسأل ونتساءل.
والسيد «كرتي» وزير الخارجية يقول:
لم أسمع بشيء من هذا.
والسيد وزير الدولة كمال حسن علي يقول:
لم اسمع بشيء من هذا.
– ومدير مكتب الرئيس يقول:
لم اسمع بشيء من هذا.
– وقوش و.. و.. كلهم يقول:
لم اسمع بشيء من هذا.
– ونسأل .. ثم لا نجد إلا أن صحيفة «الصحافة» هي صحيفة يجعلها التشهي او شيء آخر تقيم مجلس أمن «قطاع خاص» وترسل أسطولها الجوي وتفصل أبيي.. و
– والصحيفة لعلها ضحية.
– فالمجموعة التي تقاربت رؤوسها في منزل بأركويت مغيب أمس الأول والتي تبحث عن شيء لانقاذ باقان مما سقط فيه، لعلها كان هي من يستبدل عنق باقان في المشنقة بعنق صحيفة «الصحافة».
– فاللقاء في أركويت كان متعجلاً تنتظره العربات «240؟» اكسنت زيتية اللون و«60؟؟» كوريلا.. و«80؟؟» و«84؟؟» هوندا و.. و..
– واللقاء الذي يجد أن باقان يفقد كل شيء .. وقطاع الشمال أيضاً كان يبحث عن حل.. أي حل.
– واليأس.. أو شيء لا نعلمه.. كان يجعل اللقاء هذا يقدم كذبة في حجم «تدخل مجلس الأمن في حوار الوطني والشعبي» وفي ضخامة مانشيت صحيفة «الصحافة» الأحمر.. والتي تبعث بباقان وقوش وتدير أسطول مجلس الأمن العسكري..!!
– الحكاية هذه هي النموذج الفذ لما يجري الآن..
– أستاذة
– والحديث عن الإعلام والعالم.. وعن ضجيجه وعن الإعلام اليوم.. وزمان كان يقود إلى أم درمان .. والإعلام.. والأزمنة.
– وأيام كانت أم درمان ترتدي «الجلابية» والعمامة وكل أحد يعرف كل أحد كانت أم درمان تضحك لطرفة الكاشف
– والكاشف يومئذٍ.. هو يقوم بتسجيل أغنية له يندفع بصوته الواسع مغنياً
– وشربنا الويسكي صافي وسكرنا..
– «والبيت في حقيقته كان يقول.. وشربنا «الود» و..»
– وعبيد عبد النور الذي يجلس على الطرف الآخر من الاستديو.. خلف الزجاج يشير إلى الكاشف بما يعني أنه أخطأ.
– والكاشف يظن أنه أخطأ الإعراب.
– والرجل يندفع ليقول مصححاً:
وشربنا «الويسكا».. وعبيد يشير مرة أخرى.. خطأ.
– والكاشف يعود مصححاً ليغني:
وشربنا «الويسكو»….
وهنا كان عبيد يندفع كالقذيفة داخلا من باب الاستديو وهو يصرخ:
والويسكي ده.. شربتوه صافي ليه؟
ما كانش في صودا في السوق؟!
– ومدهش أن عبيد هذا يصبح رمزاً للإعلام أيام الهدوء فالرجل.. وكان اول مذيع.. حين يموت يوصي بدفنه في مدرسته بالعباسية.. ووزير أيام عبود يرفض.. وأزهري بعد ذهاب عبود يدفن الرجل في المدرسة
الاهتمام هذا كان حتى منتصف السيتنيات.
– لكن.
– الأيام تلك وما بعدها كانت الحرب حرب هدم السودان تدور بحيث لا يشعر بها الإعلام ولا المجتمع.
– ففي الأيام الهادئة ذاتها كان التفكيك يبدأ بصنع «القبلية» في دارفور.
– وحين يتحدث عبد النبي وعلي حسن ومسار وغيرهم عن تلك الأيام فإن كل شيء سوف يستدير.
– ولعل كلهم يبدأ حديثه من تحويل القبائل إلى جيوش مسلحة.. وفجأة
– والإنقاذ ما جاء بها ابتداءً كان هو «الفزع مما يجري ــ والجري لإيقاف هدم السودان.. وانقاذه».
– ودوائر الإنقاذ.. دائرة في جوف دائرة كان بعضها يسعى في الاتجاه المعاكس تماماً.
– فبينما كانت جهات تسعى «لتفتيت» السودان.. كان بعض مشروع الإنقاذ يسعى «لتجميع» المنطقة ما بين تشاد .. وحتى إثيوبيا.
– ولعله يدهشك أن تعلمي أن تشاد أهدت إلى السودان أعظم فنان وأعظم الساسة.
– وأحد أبرز قادة الشعبي اليوم كان يقود انقلاباً في تشاد أيام عويدي لاستلام الحكم بصفته أحد أبناء البلاد.
– وألف شخصية أخرى.. ضخمة وملايين الآخرين من العامة.
– كل هذا كانت الإنقاذ تنظر إليه.
– لكن المشروع الآخر .. التفتيت.. يظل يزحم الآفاق حتى ينطفئ هذه الأيام.
– ما يجري إذن شيء بعيد العروق بحيث لا يمكن إيجازه في حديث.
– كما أنه يزدحم بالأكاذيب إلى درجة تجعل البعض يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله صحافياً.
٭٭٭
عيد الأم
– وقصة صغيرة عن الحرب والأم نكتبها تقول:
«الرصاصة أصابتها في معدتها في نفس المكان الذي انغرست فيه الرصاصة التي قتلت ابنها قبل شهر.
المرأة أمسكت بطنها وهي تقول في أنين موجع:
آهـ يا بني.. إذن فقد لقيت كل هذا الألم وأنت تموت.. وأنا لا أعلم ..؟ يا لي من أم عاقة»..!!

اسحق احمد فضل الله

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version