ودمر الصاروخ كليا المبنى الواقع على مسافة خمسين مترا من الخيمة التي كان القذافي يستقبل فيها عادة كبار زواره.
وقال المتحدث باسم النظام الليبي موسى ابراهيم للصحافيين الأجانب الذين نقلوا إلى الموقع في حافلة أنه مبنى إداري وقد استهدف بصاروخ ليلة الأحد الى الإثنين21-3-2011.
وقال ابراهيم “انه قصف وحشي كان يمكن أن يصيب مئات المدنيين المتجمعين في مقر معمر القذافي على بعد حوالى 400 متر من المبنى الذي اصيب”.
وندد بما أسماه”التناقضات في الخطاب الغربي”،مضيفا ان “الدول الغربية تقول انها تريد حماية المدنيين في حين انها قامت بقصف المقر وهي تعلم ان هناك مدنيين في الداخل”.
وتوجه عشرات الاشخاص الى مقر القذافي بعدما سرت شائعات افادت عن اسقاط طائرة تحطمت فوق المقر. وكانوا يصيحون “أين الطائرة؟”.
وبعدما تناقلت وكالة الانباء اخبار القصف على مقر القذافي قال مسؤول عسكري أمريكي عسكري لوكالة رويترز أن القذافي ليس على قائمة الأهداف وأن التحالف لا يستهدف مسكنه.
قطر تستخدم قاعدة يونانية
وفي تطورات حملة”فجر اوديسا”،أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الفرنسية لوران تيسير قررت قطر نشر “اربع طائرات” حربية في الاجواء الليبية للمشاركة في التدخل العسكري للتحالف ضد قوات العقيد معمر القذافي، .
وفي اثينا أفادت وزارة الخارجية اليونانية مساء الأحد ان ست طائرات ميراج قطرية ستصل الإثنين الى قاعدة سودا التابعة للحلف الاطلسي في جزيرة كريت شرق المتوسط للمشاركة في الحملة على ليبيا.
وقد أعلنت الوزارة مساء الأحد ان اليونان قد تضع في تصرف الائتلاف الدولي قاعدة سودا اضافة الى قاعدتين جويتين اخريين في غرب البلاد لمساعدة الدول التي تنفذ غارات جوية على ليبيا.
وفي وقت سابق أعلنت واشنطن بدءَ سريان منطقة الحظر الجوي فوق ليبيا. وقال الاميرال مايك مولن، رئيسُ هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، إن العملية العسكرية تركز على تنفيذ قرار مجلس الأمن ولا تهدف إلى الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي.
وشنّت طائرات القوات الدولية عشرات الغارات التي أسفرت عن تدمير أنظمة دفاعية تابعة لقوات القذافي، فيما قال مسؤول عسكري ليبي إن الضربات الجوية استهدفت قاعدة الوِطْيَة الجوية جنوبَ غربِ طرابلس.
من جانب آخر، نقلت وكالة رويترز عن سكان مدينة مصراته, أن قوات القذافي تستخدم قوارب لإغلاق ميناء المدينة، وقالوا إن هذه القوات دخلت بآلياتها الى وسط المدينة حيث سُمع اطلاقُ نارٍ كثيف ادى الى سقوط عدد من الضحايا.
وانتقد الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى قصف التحالف الدولي للمدنيين في ليبيا، مضيفاً ان ما حدث يختلف عن الهدف من الحظر الجوي الذي يراد منه حماية المدنيين.
وفي سياق متصل، طالبت روسيا الاتحادية الدول الغربية بالتوقف عن “الاستخدام العشوائي” للقوة العسكرية في ليبيا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان رسمي إن: “القصف الذي تعرض له عدد من المدن الليبية أدى الى مقتل 48 شخصاً وإصابة 150 آخرين بجروح وتدمير عدد من المنشآت المدنية بما في ذلك مركز للأمراض القلبية. وشكّك البيان في التفويض الذي منحه مجلس الامن الدولي لاستخدام القوة ضد ليبيا واصفاً القرار الدولي رقم 1973 بأنه “مثير للجدل بشكل كبير”.
وأكد البيان رفض استخدام التفويض الدولي النابع من قرار مجلس الامن الدولي رقم 1973 لتحقيق اهداف بعيدة كل البعد عن حماية السكان المدنيين في ليبيا.
وكانت روسيا قد امتنعت عن التصويت على القرار الدولي المذكور الذي سمح باتخاذ كافة الاجراء الهادفة الى “حماية السكان المدنيين”.
من جانبها، استبعدت الحكومة التركية المشاركة في العمليات العسكرية الدولية ضد نظام القذافي وأعربت عن الامل بأن ينتهي سفك الدماء ويسود الهدوء في ليبيا، وجاء ذلك في تصريح لنائب رئيس الوزراء التركي بولند ارينج للصحافيين قال فيه ان تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي (الناتو) “لن تشارك في تطبيق القرار الدولي رقم 1973 الخاص بفرض حظر جوي فوق ليبيا وتوجيه ضربات جوية لاهداف تابعة للقذافي”.
وأعرب عن الامل بأن تعود الاوضاع الى سابق عهدها في ليبيا قبل بدء الثورة على نظام القذافي وأن ينتهي حمام الدم بين الليبيين، مجدداً التأكيد ان بلاده سبق وأن طالبت بتجنيب المدنيين ويلات الصراع.
قصف بريطاني
إلى ذلك، أعلن مسؤولون في وزارة الدفاع البريطانية فجر الأحد أن مقاتلات بريطانية من طراز تورنيدو شنت غارات جوية على ليبيا.
وقال المتحدث باسم الجيش الجنرال جون لوريمر “يمكنني الآن التأكيد أن سلاح الجو الملكي البريطاني أطلق أيضاً صواريخ “ستورمشادو” انطلاقاً من عدد من مقاتلات تورنيدو جي ار 4″.
وذكرت مصادر رسمية أن الطائرات أقلعت من شرق إنكلترا وحلقت مسافة 4800 كلم قبل أن تطلق صواريخها وتعود الى قاعدتها.
وصرّح وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس بأن الغارات “هي أبعد مهمة ينفذها سلاح الجو البريطاني منذ حرب المالوين” ضد الأرجنتين في 1982.
ورافقت طائرة تزويد بالوقود وطائرة مراقبة المطاردات، حسب المصدر نفسه.
[إلى ذلك، قال مصدر في النظام الليبي إن الغارات الغربية على ليبيا أسفرت عن مقتل 48 شخصاً على الأقل، بينهم 26 في طرابلس.
وأكدت القوات المسلحة الليبية حصيلة القتلى هذه في بيان نشرته وكالة الأنباء الليبية، مضيفة أن 150 شخصاً جرحوا. وأشارت إلى أن غالبية القتلى هم أطفال
أو نساء أو أشخاص مسنون.
وأعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا أنها أطلقت أكثر من 110 صواريخ من نوع توماهوك من سفن وغواصات على أكثر من 20 هدفاً على الساحل الليبي من بينها أنظمة للدفاع الجوي ومواقع اتصال استراتيجية.
العربية نت