* استبشر الاطباء البياطرة خيرا بمشروع التمويل الاصغر الذى خصصه بنك السودان لتمويل المشروعات الصغيرة فى مجال الانتاج الحيوانى والأدوية البيطرية عبر بنك الثروة الحيوانية الذى لا يزيد حجم التمويل فيه للشخص عن عشرة آلاف جنيه (عشرة ملايين جنيه قديم)، بشروط ميسرة للسداد وأهمها أجل السداد وقدره 24 شهراً مع فترة سماح 4 شهور الشيء الذي كان مفقودأً فى السابق.
* ولكنهم فوجئواعندما بدأوا في الاجراءات ان ارباح البنك تساوي 18% بما فى ذلك 5% تأمين أي ما يعادل 1.013 جنيه (أكثر من مليون جنيه قديم)- تخصم لصالح شركة شيكان!!
* تخيلوا.. مشروع اسمه (التمويل الاصغر) ومخصص للشرائح الضعيفة برأس مال متواضع، يخصم منه هذا القدر لشركة شيكان إلزاميا!!
* إذا افترضنا أن بنك السودان يريد بهذا الشرط المجحف تأمين العملية الانتاجية من المخاطر لضمان استرداد القروض، فلقد كان بإمكانه أن يضع شروطا لضمان السلامة مثل وجود المكان المناسب والتغذية الجيدة، والتطعيم ضد الامراض الوبائية.. إلخ، لا أن يفرض على العميل دفع أموال اضافية تزيد من تكلفة الانتاج وتكون عبئا ثقيلا عليه وعلى المستهلك، أما إذا كان لا بد من التأمين فلماذا لا يترك للعميل حرية اختيار الشركة التي يرغب في التعامل معها، الأمر الذي يجعل الشركات تتنافس فيما بينها لتوفير خيارات ورسوم تأمين أفضل لعملائها، اللهم إلا إذا كان يريد أن يعطى لــ(شيكان) مالا سهلا لا تستحقه.. مما يعد احتكارا لا يبيحه الدين والقانون!!
* كانت هذه آراء عدد من الزملاء الأطباء البيطريين منهم الدكتور (محمد حماد) عن مشروع التمويل الأصغر للشرائح الضعيفة من المهنيين ، وأجد نفسى اتفق معهم فى جميع ما طرحوه، وان بنك السودان يريد بالفعل أن يعطى ( شيكان) ما لا تستحق من مال.. وقد فعل ذلك قبله كثيرون مما يؤكد ان الحكومة هى من تقف وراء ذلك، وعلى سبيل المثال فإن هيئة الجمارك لا تقبل سوى الشهادات الصادرة من حبيبة (ماما)، الطفلة الحلوة الأمورة (شيكان) لتخليص البضائع المستوردة، وهو بالطبع احتكار وفساد لا يقره الدين، وجريمة يعاقب عليها القانون!!
* من محن هذا الزمان.. أن اكثر من يخالف أحكام وقوانين وأخلاق الإسلام هم الذين يرفعون شعار الاسلام، وأكثر من تنتهك السياسة والقوانين التي تصدرها هي (ماما حكومة) أبقاها الله ذخرا لطفلتها المدللة (شيكان)، وحمانا واياكم من شرور الاحتكار!!.
مناظير – صحيفة السوداني
drzoheirali@yahoo.com
27 فبراير 2010