والد السعودي المتهم بحيازة أسلحة دمار شامل: كيف لابني أن يقوم بعمل تسعى دول للوصول إليه؟

بدا والد خالد الدوسري، الذي تتهمه الولايات المتحدة الأميركية بمحاولة الشروع في حيازة أسلحة الدمار الشامل لتنفيذ مخطط يستهدف الرئيس الأميركي السابق جورج بوش، غير مقتنع بالتهم التي وجهتها واشنطن لابنه، بل ومتفاجئ منها في نفس الوقت.
ولا يرى علي الدوسري، أي منطقية في توجيه تهمة الشروع في حيازة سلاح دمار شامل لابنه، بمجرد أنه تحصل على بعض المواد الكيميائية التي تدخل في صلب تخصصه، وخصوصا أنه اقتناها بطريقة مشروعة، مستخدما بذلك بطاقته التي تعرف شخصيته، ولم يحاول الحصول عليها بالالتفاف على القانون.

علي الدوسري، والد المتهم خالد، قال في حديث لـ«الشرق الأوسط»، التي التقته في الرياض أمس، إنه واثق من براءة ابنه من التهم الموجهة إليه كبراءة الذئب من دم يوسف. وتساءل: «هل يعقل أن يقوم ابني بعمل تسعى دول للوصول إليه؟!»، وترك الإجابة عن هذا التساؤل لهيئة المحلفين التي ارتأت القناعة بالتهم الموجهة لخالد.

الولايات المتحدة الأميركية، كانت قد أعلنت القبض على سعودي يدعى خالد الدوسري، ويبلغ من العمر 22 عاما، بعدة تهم، منها التخطيط لاستهداف الرئيس الأميركي السابق جورج بوش.

وحملت لائحة الاتهام الموجهة لخالد الدوسري، تهمة محاولة استخدام أحد أسلحة الدمار الشامل واحتمال استهداف الرئيس جورج بوش الابن، وتهمة التخطيط لنسف محطات للطاقة النووية وسدود كهرومائية، ثم تقلصت التهم الصادرة من هيئة المحلفين لتنحصر في «حيازة أسلحة الدمار الشامل».

وحتى هذه التهمة، بالنسبة إلى عائلة خالد الدوسري، التي تعيش حالة من الحزن منذ احتجاز ابنها في الولايات المتحدة الأميركية، غير مقنعة بالنسبة لها، حيث تشير إلى أن محامي ابنهم، أكد لهم سلامة موقفه في عملية اقتناء بعض المواد الكيميائية التي يحتاجها في إطار دراسته للكيمياء.

خالد الدوسري، الذي تعتقله أميركا بتهم حيازة أسلحة الدمار الشامل، مبتعث على حساب شركة «سابك»، لدراسة الكيمياء في الولايات المتحدة الأميركية.

أميركا بالنسبة إلى خالد، طبقا لوالده، كانت الحلم الذي طالما راوده. يقول: «لقد تخرج ابني من الثانوية العامة بنسبة نجاح تجاوزت الـ99.32 في المائة بقليل، ولقد حظي بفرص تعليمية في كل من شركة (أرامكو)، جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، وشركة (سابك)، وقد فضل الأخيرة عن سابقتيها، لأن الانتساب إليها سيحقق له حلم الدراسة في الولايات المتحدة الأميركية».

والد خالد الدوسري، ينفي صفة «التطرف» عن ابنه. يقول إنه منذ صغره وهو يحاول التعرف على الشعوب الأخرى، ويتابع مباريات كرة القدم باستمرار، ومن شغفه بأميركا، تعلم قوانين كرة القدم الأميركية، وبدأ بتعليم أخيه الذكر الوحيد قوانين هذه اللعبة ليشاركه فيها.

شغف خالد الدوسري بأميركا، لا يتوقف عند لعبة كرة القدم، فكما يقول والده فإنه متابع شرس للأفلام الأميركية والمسلسلات الكوميدية.

يعيش خالد الدوسري، في عائلة مكونة من 4 أبناء، وأب وأم على قيد الحياة، لديه أختان، وأخ واحد. تلقى تعليمه منذ البداية وحتى الثانوية العامة في مدارس متفرقة في محافظة الخرج. كان تحصيله العلمي ممتاز للغاية، إلى درجة فتحت أمامه خيارات واسعة للالتحاق بها بعد الدراسة الثانوية.

وفي كتيب صادر عن إدارة التربية والتعليم بمحافظة الخرج (80 كيلومترا عن العاصمة السعودية)، حملت إحدى الصفحات صورة خالد الدوسري كأحد المتفوقين علميا على مستوى المحافظة، وكانت الأمنية المستقبلية له: «مهندسا كيميائيا»، وكان هذا كله قبل نحو 5 سنوات من الآن.

علي الدوسري، والد خالد، يقول متسائلا حينما وقعت عيناه على الأمنية المستقبلية لابنه التي كتبها قبل 5 سنوات: «هل من المنطقي أن يكون ابني وهو ابن الـ17 يخطط لليوم الذي يأتي فيه لأميركا ويحوز أسلحة دمار شامل، ويستهدف بوش الابن؟!! هذا أمر غير منطقي على الإطلاق».

وقبل 4 أيام من إلقاء القبض على خالد الدوسري، جرى بينه وبين والده اتصال، أخبره فيه أنه سيعود إلى السعودية بعد أشهر قليلة، وكان ذلك الاتصال الأخير بينهما قبل أن يلقى القبض على خالد.

السلطات الأميركية، مكنت خالد الدوسري، من الاتصال بعائلته مرتين منذ إلقاء القبض عليه، حيث أخبر عائلته خلال هذين الاتصالين، بأنه بصحة جيدة، وطالبهم بإثارة قضيته إعلاميا.

والد خالد الدوسري، لا يزال يصر في كل أجزاء حديثنا معه، على براءة ابنه، وعدم تورطه في هذه القضية، معربا عن ثقته بتوجهات خالد الفكرية وبطبيعته التي تميل إلى التسامح، واصفا لائحة الاتهام بأنها تعكس الصورة الباهتة للعدالة الأميركية الغائبة.

وكان لوالد المتهم السعودي، كلمة وجهها للأميركيين، أشار فيها إلى أن ابنه خالد ينظر للمجتمع الأميركي بأنه «المجتمع المثالي»، وطالب الرأي العام الأميركي بـ«إنصافه»، حيث إن جيرانه الأميركيين أبدوا استغرابا من عملية إلقاء القبض على خالد الذي عرف في أوساطهم بالهدوء والتسامح مع الجميع.

الشرق الاوسط

Exit mobile version